بعض الجرائم التي يرتكبها البشر تهبط بهم إلى مستوى الحيوانات المتوحشة! ومن أبشع الجرائم التي يمكن أن يتخيلها عقلٌ سليم جرائم التحرش الجنسي بالأطفال. هذه الجرائم تحمل كل صفات القبح والبشاعة، ومن يرتكبها يستحق أقسى عقوبة لأنه يعتدي على جميع القيم الأخلاقية والدينية ويعتدي على البراءة التي يجسدها الأطفال. ويصعب أحياناً تصور ما يقوم به أصحاب النفوس المريضة الذين يتحرشون بالأطفال، ولكن هذا ما نقلته لنا صور الفيديو لأحد الأشخاص الذي قام بالتحرش بطفل صغير عند مصعد كهربائي في إحدى البنايات السكنية بمدينة الدمام. لا زالت القضية من الناحية الرسمية «تهمة»، وقد تثبت أو لا تثبت، لكن الثابت هو أن هناك حالات من التحرش الجنسي بالأطفال تحدث في بيئتنا التي توصف بأنها بيئة إسلامية محافظة، وقد لا تصل أخبار جميع هذه التحرشات إلى وسائل الإعلام، ولكن يكفي ما نسمعه ونقرأ عنه كمؤشر خطير لوضع يجب التصدي له بقوة وحزم. ولا يتعلق الأمر بالتحرش بالأطفال فقط، وإنما أيضا بالنساء، فلازالت قصة المتحرشين بالنساء في أحد الأسواق بالظهران طازجة في ذاكرة الناس. كل مجتمعات الدنيا تنظر إلى التحرش والاغتصاب بوصفهما جرائم كبرى ولا تتساهل مع المتحرشين والمغتصبين أبداً. ومن المصادفات أن قصة المتحرش أمام مصعد البناية السكنية بالدمام تزامنت مع نشر خبر عن شاب ياباني متهم بجريمة اغتصاب تبحث الشرطة اليابانية عنه وقد أطلقت عملية أمنية يشارك فيها أربعة آلاف فرد وتسعمائة مدرعة وطائرتان مروحيتان. كل ذلك من أجل القبض على شاب متهم بالاغتصاب!! وفي بلدان الغرب التي ينحو بعضها إلى التحرر الشديد، بل والإباحية، هناك خطوط حمراء في السلوك لا يمكن تجاوزها، ومن يتجاوزها يعاقب بصرامة مهما كان مركزه الاجتماعي. فبعكس ما يتصور البعض لدينا، هناك عقوبات ثقيلة يتعرض لها من يجرؤ على مضايقة النساء والتحرش بهن، أما العلاقات المتحررة التي تقوم بين الناس والتي تبدو لنا غريبة فهي تقوم بالتراضي بين أشخاص بلغوا السن القانونية. أتمنى حينما ينشر هذا المقال أن يكون متحرش البناية السكنية في الدمام قد تم القبض عليه، والتحقيق معه، وأن تُتَّخذ إجراءات سريعة رادعة بحقه إذا ثبتت التهمة عليه، فليس مهماً شخص ذلك الإنسان حين يتعرض للعقاب وإنما المهم هو ما ينتج عن عقابه من ردع للآخرين.