أوضحت استشارية التربية هند خليفة أن ردة فعل «طفلة الدمام» تجاه المتحرش الذي لم تقاومه، يعود إلى غياب الوعي لدى الطفلة في التعامل مع هذه المواقف، وقالت ل«الحياة» إن «ردة الفعل الهادئة للطفلة رغم الخوف الذي يتضح عليها تدل على عدم تهيئة الطفلة وتثقيفها في التعامل مع هذه الحوادث، بدليل دخولها المصعد وعدم تراجعها»، وتساءلت: «بغض النظر عن الحادثة، كيف لطفلة في مثل هذا السن أن تصعد مصعد دون ولي أمرها، ماذا لو توقف؟». وحملت هند خليفة أهل الطفلة ما حدث لها، بسبب عدم تثقيفها، مشيرة إلى أن السبب في عدم التثقيف يعود بالدرجة الأولى إلى عدم تخيل الأهالي وقوع أطفالهم في مثل هذه المواقف لإحساسهم بالأمان في المجتمع. وحول ما يرد من أخبار عن اضطراب المتحرش سلوكياً، أكدت أن المتحرش شخص لا يعاني من أي اضطراب سلوكي أو نفسي أو جهل، بل على العكس التحرش يحدث من جميع طبقات المجتمع والعقليات، وقد يحدث من أطباء أيضاً، وذكرت: «المتحرش هو فقط من يمتلك مهارات تجعله يستدرج الطفل لاغتصابه أو التحرش به أو إيذائه بأي طريقة». وطالبت هند خليفة مؤلفة كتاب «لا تلمسني» التوعوي الموجه للأمهات لتعليهم أطفالهن مواجهة التحرش، بإدخال منهج للثقافة الجنسية من مرحلة الروضة إلى سن 12 عاماً، يتيح المعلومات تدريجياً والتي تنتهي بانتهاء المرحلة الابتدائية ليكون الطفل ملماً بكل المعلومات الكافية عنها، وأكدت أن المدارس مؤمنة بذلك خصوصاً وأنها تدعوها دائماً لإلقاء محاضرات توعوية للأطفال لحمايتهم من التحرش وكيفية التعامل مع المتحرشين خصوصاً في «ظل غياب قوانين تحمي الأطفال من التحرش». ونصحت الأمهات بأن يعلمن أطفالهن «أن لا يقتربون من الغرباء، وإذا اقترب منهم أحداً كما في حالة الطفلة التي في المقطع عليهم أن يصرخوا دون توقف، وأن يقاوموا بشتى الطرق»، مضيفة: «لأن المتحرش جبان ويخاف الفضيحة فإنه دائماً يهرب».