أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار، أمس، بأن الجيش العراقي بدأ هجوماً واسعاً على منطقة الجزيرة في قضاء الخالدية ضد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة. ونقلت قناة «السومرية نيوز» العراقية عن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «قوات الجيش بدأت بهجوم عسكري واسع على منطقة الجزيرة في قضاء الخالدية (20 كم شرق الرمادي)، بواسطة الدبابات والمروحيات لضرب مسلحي (داعش).. وأن أكثر من 19 دبابة تقدمت على المنطقة، فيما قامت المروحيات بقصف المواقع التي يسيطر عليها المسلحون». وأضاف المصدر أن «المسلحين يتحصنون الآن قرب العائلات في هذه المنطقة»، مشيراً إلى أن «هناك أكثر من أربعين عائلة عالقة بين نيران المسلحين والجيش». وأكد المصدر أن «الجيش يحاول سحب المسلحين إلى خارج الأحياء السكنية في المنطقة من أجل تجنيب المواطنين النيران»، لافتاً إلى أن «حجم الخسائر الناجمة عن هذا الهجوم لم تُعرف حتى الآن». وشهدت قرية كرطان الواقعة شرق الرمادي، الثلاثاء، انتشاراً لمسلحي «داعش» فيها، فيما قام الأهالي بتفجير جسر في القرية لمنع انتقالهم إلى القرى المجاورة. وأكدت مصادر أمنية ومحلية عراقية، أمس، أن الاشتباكات تجددت في الفلوجة والرمادي. وقال شهود عيان إن اشتباكات وقعت فجراً في حيي العسكري (شرق) والشهداء (غرب) قرابة ساعة من الزمن بعد تعرُّضهما لقصف، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وفي الرمادي، قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب، إن قوات من الجيش العراقي تدعمها مروحيات خاضت ظهر أمس اشتباكات مع مسلحين في منطقة الخالدية شرق المدينة. وجاءت الاشتباكات بعد إطلاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة، الثلاثاء، دعوة لسنّة العراق الذين يقاتلون القوات الحكومية إلى عدم إلقاء السلاح، في إشارة إلى الأحداث الجارية في محافظة الأنبار. وتُعد المعارك التي تشهدها محافظة الأنبار التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، الأسوأ منذ سنوات، كما أنها المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الأمريكي عام 2003. وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي في بيان أمس، أن المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة عليها، تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن. وأوضحت الجمعية في بيان أن «عدد العائلات النازحة من المدينة بلغ أكثر من 13 ألف عائلة، نزحت من مدينة الفلوجة إلى أطرافها، أغلبها تسكن حالياً في المدارس والأبنية العامة ولدى الأقارب». وأضاف البيان أن «فرق الإغاثة للهلال الأحمر العراقي استطاعت الدخول إلى مدينة الفلوجة وتوزيع مساعدات غذائية وإغاثية على عدد كبير من العائلات، رغم الظروف الأمنية الصعبة داخل المدينة وخارجها». وتابع «تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات لأكثر من ثمانية آلاف عائلة خلال الأيام الثلاثة الماضية في مختلف مناطق محافظة الأنبار».