وقعت مواجهات أمس في القصرين وتالة في وسط غرب تونس بين شرطيين ومتظاهرين احتجوا على انعدام المساواة الاقتصادية في حين تعددت التظاهرات في البلاد احتجاجا على ضرائب جديدة فرضت على الشاحنات لا سيما الزراعية منها والنقل الجماعي، دخلت حيز التطبيق اعتبارا من بداية السنة الجديدة. وحاول عشرات المتظاهرين اقتحام مقر حزب النهضة الإسلامي الحاكم في القصرين لكن قوات الأمن تصدت لهم وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم. وأصيب مصور قناة نسمة الصحفي آزر منصري في صدره بعد سقوط عبوة غاز مسيل للدموع عليه. يذكر أن استهداف الصحفيين يتم بشكل مباشرة رغم حملهم صدريات وشارات تُبين صفتهم الإعلامية. وفي مدينة تالة الواقعة في ولاية القصرين هاجم متظاهرون مركز شرطة وأحرقوا قسما منه وفق شهود أكدوا أن قوات الأمن انسحبت منه. وشل إضراب دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) مدينة القصرين أمس. ودعا الاتحاد إلى الإضراب إحياء لذكرى سقوط أول شهيد من القصرين خلال ثورة يناير 2011 التي قامت احتجاجا على الظلم والفقر وانعدام المساواة بين مختلف ولايات البلاد. وصرح النقابي الصادق محمود «أردنا في هذا اليوم الذي يحيي ذكرى أول شهيد في القصرين الاحتجاج على التخلف والوضع الاقتصادي والاجتماعي المزري في منطقتنا». وأضاف «على الطبقة السياسية أن تعلم أننا ما زلنا حريصين على تحقيق أهداف الثورة في الكرامة والحرية والعمل». وردد مئات المتظاهرين «الشعب يريد إسقاط النظام!» و«يا شعب يا مسكين خدعوك بالدين!» في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية. وكانت القصرين التي تعتبر من المناطق الأكثر فقرا في تونس، من النقاط الساخنة أثناء انتفاضة نهاية 2010 وبداية 2011 التي انتهت بالإطاحة بنظام زين العابدين بن علي. وكثرت التظاهرات والاضرابات في تونس منذ الخريف خصوصا بسبب الركود الاقتصادي. وعقد أمس اجتماع طارئ في رئاسة الحكومة بحضور وزير المالية ورؤساء جامعة النقل التابعة لاتحاد الصناعة والتجارة ورئيس اتحاد الفلاحين لتدارس احتجاجات أصحاب سيارات الأجرة والشاحنات وصغار الفلاحين.