وقعت يوم الاثنين في ذكرى عيد الشهداء بتونس اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التونسية وآلاف المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام شارع الحبيب بورقيبة في تحد لقرار بحظر التظاهر في الشارع الذي يعتبر نقطة رمزية في اسقاط نظام الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي وتجمع حوالي الفي متظاهر في مسيرة انطلقت قرب مقر الاتحاد العام التونسي للشغل - الذي كان في طليعة المعارضة للحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية - قبل ان تعترضهم مئات من شرطة مكافحة الشغب التي منعتهم للتوجه الى مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة. وضربت الشرطة المحتجين بالهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود ومطاردة المتظاهرين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة في الشوارع الجانبية في مشاهد تعيد للاذهان التكتيكات المستخدمة خلال سنوات حكم زين العابدين بن علي للبلاد عندما كانت تونس دولة بوليسية والحريات مقيدة بشدة. وتدفق ايضا مئات من المتظاهرين باتجاه شارع الحبيب بورقيبة المركزي من مناطق أخرى بعد دعوات على الانترنت لمسيرة احياء لذكرى شهداء 9 أبريل نيسان ذكرى قمع المتظاهرين المؤيدين للاستقلال من قبل القوات الاستعمارية الفرنسية في عام 1938 . ولاحظ مراسل رويترز اصابة عشرات الاشخاص بالاختناق اضافة الى جرح عدد من المتظاهرين بعد ضربهم بالعصي. واصيب رجال شرطة اثناء رشقهم بالحجارة. وهتف المتظاهرون بينما كانت قوات الامن تلاحقهم في الطرق القريبة من شارع الحبيب بورقيبة "الشعب يريد سقوط النظام" وهو هتاف ردد اثناء ثورة تونس في 2011 والتي أثارت انتفاضات الربيع العربي. وهتفت الحشود "لاخوف لا رعب الشارع ملك الشعب" و"لا خوف لا رعب والسلطة ملك الشعب" بينما كانوا يواجهون قوات مكافحة الشغب. وتغيرت تونس بشكل كبير منذ قيام الثورة اذ أصبح ينظر اليها على انها بلد ديمقراطي وأصبح الناس قادرين على التحدث والتظاهر بحرية لاول مرة. وقررت وزارة الداخلية حظر المسيرات في شارع الحبيب بورقيبة في نهاية مارس اذار بعد أن شكت المطاعم والمقاهي وغيرها من الشركات من أن الاحتجاجات المتكررة تتسبب في عرقلة حركة المرور والاعمال.