* محتج في قبضة الشرطة (الشرق - خاص) * متظاهر يرفع قنبلة غاز مسيل للدموع * رجل أمن يركض خلال المواجهات * محتجة تخفي وجهها * رجل أمن في زي مدني يرفع سلاحه * أمن في زي مدني * جانب من مواجهات أمس تونس – علي قربوسي شارك الآلاف من المتظاهرين التونسيين، أمس، في تشييع جثمان فقيد الحركة الوطنية المناضل شكري بلعيد، الذي اغتيل يوم الأربعاء الماضي رمياً بالرصاص أمام منزله عند خروجه للعمل حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً. وأعاد مشهد الجنازة وما وقع من مواجهات بين الأمن والمتظاهرين تونسَ إلى أجواء ثورة 14 يناير 2011، فيما يرى آخرون أنَّ البلادَ سائرةٌ نحو المجهول. أمواج من المشيِّعِين وتدفَّقَت أمواجٌ بشريَّةٌ على مقبرة «الجلاز» في تونس العاصمة، وقُدِّر عدد المشيِّعِين بمليون و400 ألف شخص حسب تقديرات وزارة الداخلية. وتحوَّل التشييع، الذي بدا كمشهد لم تعشْه تونسُ من قبل، فيما بعد إلى مسيرة وتظاهرة ردَّدَت شعارات ضد السلطة، مطالبةً بالقصاص، ومتهمةً الحكومة بالوقوف وراء عملية الاغتيال. وردَّدَ المتظاهرون شعارات ضد إسلاميي حركة النهضة، كالتي تتردَّدُ في التظاهرات وأعمال العنف المناهضة للحكومة التي اندلعت إثر مقتل هذه الشخصية السياسية البارزة إعلاميًّا منذ ثورة 14 يناير من قَبيل «القصاص القصاص.. من عصابة الرصاص» و«يا شكري ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح» و«أرض.. حرية.. كرامة وطنية» و«الشعب يريد إسقاط النظام». قنابل مسيلة للدموع في المقابل، قامت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والصوتية لتفريق مجموعة من المنحرفين الذين حاولو الاندساس داخل موكب الجنازة والقيام بعمليات سرقة، ورصدت «الشرق» عمليات سرقة سيارات من قِبَل منحرفين بجانب مقبرة «الجلاز» ما أدَّى إلى تدخلٍ أمنيٍّ سريع لتفريقِهم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، خالد طروش، إنَّ «مجموعة من المنحرفين قاموا بالاعتداء على بعض السيارات في محيط مقبرة الجلاز»، وأضاف للتليفزيون الرسمي التونسي أنَّ عناصر الأمن تصدَّت لهم بالغاز المسيل للدموع. إضراب عام في سياق متصل، تعطَّلت المصالح الإدارية والخدماتية في تونس، أمس، نتيجة الإضراب العام الذي أقره الاتحاد العام للشغل تنديداً بالعملية التي أدَّت إلى موت «بلعيد»، وهو الإضراب الأول منذ 2011، كما ألغيت جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار قرطاج الدولي، المطار الأول في البلاد، حسب مصادر داخل المطار. وفي مشهد أعاد للأذهان ثورة يناير، لُوحِظَ انتشار مكثَّفٌ للسلطات ودخول مدرَّعَات ودبَّابَات للجيش إلى العاصمة التونسية منذ صباح الأمس. وانتشر الجنود أيضاً في جرجيس (جنوب) وهي من النقاط الساخنة قرب الحدود الليبية، وقفصة (وسط) وسيدي بوزيد مهد ثورة 2011، وأمام المباني الإدارية الأساسية. وفي حين تظاهر المئات من الأشخاص في عدَّةِ مدن مردِّدِين «قتلة»، و«الصدام حتى يسقط النظام»، دعا الاتحاد العام للشغل إلى «إضراب سلمي ضد العنف»، بينما طلبت السلطات من المواطنين «تفادي كلَّ ما قد يمسُّ الأمن العمومي. هجوم على «النهضة» وردد المتظاهرون شعارات معادية لراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، التي تتهمها عائلة بلعيد باغتياله، مثل «لا إله إلا الله.. والغنوشي عدو الله»، و»يا غنوشي يا سفاح.. يا قتال الأرواح». وكان الغنوشي نفى في تصريحات صحفية سابقة هذه التهم، معتبراً أنَّ مَن قتل «بلعيد» هم أعداء الثورة، وقد التزمت بسمة شكري، زوجة «بلعيد»، الصمت منذ صباح الأمس، بعد أن اتهمت أكثر من مرة حركة النهضة بأنها وراء الاغتيال. وفي نفس السياق، وجدت تصريحات رئيس الحكومة، حمادي الجبالي، المتعلقة بتكوين حكومة تكنوقراط استهجاناً ورفضاً كبيراً من قِبَل حكومة النهضة وأنصارها؛ إذ رأوها «انقلاباً على الشرعية ومعبرة عن رأي فردي للجبالي لا يلزم الحركة في شيء». ميدانياً، ما زالت المواجهات بين الأمن والمتظاهرين متواصلةً في تونس العاصمة وقفصة وسوسة وبنزرت وسيدي بوزيد والقصرين حتى كتابة هذه الأسطر، كما تمَّ إحراق محتويات مقري «النهضة» في المهدية وقفصة.