حسبك فجيعة في هذه الأيام أنك لا تملك إجابة شافية عما يمكن أن تحدثه البهائم من فوضى في منتصف الليل؟ فعادتها أن تقتل العشب بحوافرها وأن تجعل المسرح المهيأ للحياة أنقاضاً في دقائق بسيطة.. هل يزعجك أنك لا تعلم متى ينفجر رأسك ويتحول جسدك إلى أشلاء؟! بالطبع لا فأنت سني أو شيعي، ولذلك لديك خبرة كافية في القتل الهمجي وفي احتماله أيضاً عند الضرورة!! لا أعتقد أن ثمة فرقاً هائلاً بين أن تكون سنياً أو شيعياً في هذا العصر الاستقطابي القذر مادامت النتيجة البلهاء واحدة، وما دمت ستموت مقتولاً لأنك ولدت وأنت تنتمي إلى إحدى الطائفتين؛ فهل تريدون أن نكفر مثلاً كي لا تلتفتوا إلينا في حفلة القتل وتمروا من حول رقابنا بسلام؟!! هل أنتم منزعجون مما يحدث؟ ربما العكس هو الصحيح ولذلك تشعلونها ضد بعضكم بعضاً في كل مكان، ولكن الخاسر هو أنت وأنا ونحن جميعاً، ومهما حاولت إقناعي بشدة المظالم التي تجري على طرف دون آخر فإن النتيجة لن تخرج عن أمرين لا أحبهما أبداً؛ إما قاتل وإما مقتول!! يعني ما ينفع أعيش ويعيش غيري بسلام.. لا ما ينفع!! سيحدثك رفيقك في العمل عن الرافضة الملاعين وما يفعلونه، وفي الطرف الآخر سيتحدثون عن النواصب وما يفعلونه؛ طيب وبعدين؟ لا شيء أنت مجرد حشرة تلهو في مستنقع آسن ولا رأي لها في كل ما يحدث، وإن قالت رأيها بصراحة فسيقولون «هذا الكلام كان ينفع زمان» أما الآن فلا.. شدوا حيلكم!! هل هناك قيمة للسؤال عن البادئ في هذه الملحمة القذرة؟ أبداً لا قيمة للسؤال لأن الواقع الدموي يفرض نفسه على الجميع وقد أصبح القتل متبادلاً بطريقة وحشية أنستنا البدايات تماماً، وكل طرف يجهز ميليشياته لنسف الآخر بمنتهى الغباء، ويا مثبت العقل ثبتنا. الوظيفة المتوفرة حالياً لدى السنة والشيعة هي قاتل محترف لم يكمل المرحلة الثانوية؛ أما محل العمل فهو ميليشيا الشيخ أو المعلم، والعدو المتفق عليه هو إنسان محايد يحمل الخبز إلى أولاده مر على أرصفتكم الملعونة بالخطأ.. قدموا ملفاتكم عاجلاً، وأهلاً وسهلاً بكم في منتصف ليل البهائم!!!