صرَّح مصدر عسكري من جنوب السودان بأن القتال يتواصل بلا هوادة في جنوب السودان، بينما يتأهب الجانبان لبدء محادثات سلام بينهما في إثيوبيا، وذلك بعدما أعلن الرئيس سيلفا كير حالة الطوارئ أمس في ولايتي الوحدة وجونقلي. وقال متحدث باسم جيش جنوب السودان لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إن الاشتباكات مستمرة في مدينة بور بولاية جونقلي، وفي أجزاء من ولاية الوحدة. وأرسلت كل من الحكومة والمتمردين فرقاً للتفاوض إلى العاصمة الإثيوبية. وتدهورت الأحوال في معسكر أويريال للاجئين على ضفاف النيل، الذي أصبح الآن مأوى لنحو 75 ألف شخص فروا من القتال في عاصمة ولاية جونقلي التي استولى عليها المتمردون. وقال ديفيد ناش من هيئة «إم إس إف» الطبية ل «بي.بي.سي»: «لا توجد مياه صالحة للشرب، الناس يشربون المياه من نهر النيل مباشرة، وهي مياه طينية، وليست جيدة، وليست هناك مراحيض، ولذلك يتبرز الناس في الخلاء، وتلك ظروف مناسبة جداً لانتشار الكوليرا». سياسياً يلتقي وفدا ممثلي رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي يتزعم حركة تمرد التي تتواجه مع الجيش منذ منتصف ديسمبر، في أديس أبابا أمس الخميس مفاوضات لوقف ثلاثة أسابيع من القتال في هذا البلد الفتي. وتجمع أعضاء الوفدين في فندق فخم في أديس أبابا، بينما يحذر العاملون في قطاع العمل الإنساني من تفاقم الأزمة الإنسانية للمدنيين، الذين يؤثر عليهم النزاع المستمر. وقال عضو في وفد المتمردين «نحن مستعدون للمحادثات»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه من غير الواضح متى بالضبط ستبدأ الاجتماعات وكيف سيكون شكلها. وكان وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدانوم الذي تشارك بلاده في وساطة إقليمية منذ بداية الأزمة، صرَّح بأنه يفترض أن يعقد الجانبان محادثات غير رسمية أمس الخميس، لكن المفاوضات الرسمية لن تبدأ قبل أيام. ورأت ممثلة الأممالمتحدة هيلدي جونسون أمام الصحافيين الأربعاء، أن مجرد إرسال الوفود أمر «إيجابي»، لكن سيتعين أن تترافق المفاوضات مع عملية «أعمق تتركز على المصالحة الوطنية بين الأطراف» بعدما أجبرت أعمال العنف أكثر من مائتي ألف شخص على مغادرة منازلهم. وأضافت «شهدنا أعمال عنف رهيبة في الأسبوعين الماضيين، وكما نعرف، إذا لم يحاسب أحد فسيكون هناك خطر كبير بأن يستمر العنف». ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر معارك عنيفة على خلفية الخصومة بين سلفا كير ورياك مشار الذي أقيل من منصبه في يوليو. واتهم رئيس جنوب السودان مشار بالقيام بمحاولة انقلاب عسكري، لكن الأخير نفى ذلك، مؤكداً أن سلفا كير يسعى إلى تصفية خصومه. وأكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان سقوط مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي، الثلاثاء، في أيدي المتمردين من جديد، إلا أنه قال إن الجيش ما زال موجوداً «في الجوار». وهي المرة الثالثة منذ بدء المعارك في 15 أكتوبر التي تنتقل فيها المدينة من سيطرة فريق إلى آخر. وكان رياك مشار رفض أي وقف لإطلاق النار وأي لقاء وجهاً لوجه مع سلفا كير في الوقت الحاضر. وقال الثلاثاء، إن حركة التمرد تزحف أيضاً نحو جوبا عاصمة جنوب السودان. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة إن النزاع أسفر عن سقوط آلاف القتلى ونزوح نحو مائتي ألف شخص. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عشرات آلاف الأشخاص فروا بصورة خاصة من ولاية جونقلي وعبروا النيل الأبيض ليلجأوا إلى ولاية البحيرات المجاورة. كما وردت معلومات حول حصول عمليات اغتصاب وقتل ومجازر ذات طابع قبلي.