قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، إن الوزارة ستحتفل قريباً بتدشين الدفعة الأولى من الكتاب الإلكتروني، المتمثل في إتاحة 30 ألف كتاب في مختلف التخصصات والمعارف على أجهزة الجوال والآيباد، سيتبعها مجموعة أخرى تسعى الوزارة إلى «رقمنتها» إلكترونياً، لكي تكون في أيدي الباحثين عن المعرفة بأيسر السبل، مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية. ولفت الحجيلان، خلال كلمة له في حفل افتتاح الملتقى الثاني لاختصاصيي المكتبات العامة، إلى أن وكالة الشؤون الثقافية تنفذ، مشروعين لعام 2014م، فيما يخص إثراء المحتوى المعرفي، أحدهما يتعلق بتلخيص ألف عنوان عربي وضمه في ملف واحد مع الفهرس والمقدمة والخاتمة والعنوان ونبذة عن الكتاب، ثم إتاحة ذلك للمستفيدين إلكترونياً، والمشروع الآخر هو جمع مصادر المعلومات السمعية والبصرية وتكوين مكتبة للأفلام ومختلف البرامج الوثائقية والحوارية ذات الصلة بالجانب الثقافي والتراثي، مشيرا إلى أن الوكالة شرعت بجمع ما هو موجود بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتليفزيون، بعد إجراء عمليات التصنيف والفهرسة، وكل ما يلزم لتوفير هذه المادة وإتاحتها إلكترونياً، مبينا أن العمل جارٍ على تطوير البوابة الإلكترونية للثقافة العربية، التي تهدف إلى تقديم الخدمة الدقيقة المتخصصة لكل باحث وباحثة، لتكون بوابة استكشافية بالمعنى التطبيقي. وكان وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، رعى أمس الأول في مركز الملك فهد الثقافي، حفل افتتاح الملتقى تحت عنوان «المكتبات العامة في المملكة رؤية مستقبلية»، الذي يختتم فعالياته اليوم، وكرّم محاضري الملتقى والمشاركين فيه. وأوضح الحجيلان، أن الملتقى يأتي امتداداً للملتقى الأول الذي عقد العام الماضي حينما وجه وزير الثقافة والإعلام بإعطاء المكتبات العامة عناية أساسية في عمل وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، فكانت الخطة تركز على جانبين: الأول هو البنية التحتية للمباني والتجهيزات الإدارية والمكتبية، والثاني هو التنظيم والتدريب وتأهيل الكوادر وتأسيس بيئة عمل مناسبة. وقال إن البنية التحتية وتجهيز المباني وإعادة تأهيل القديم منها ستكون ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المكتبات الذي نأمل أن يتم البدء فيه هذا العام، مضيفا أن هذا المشروع ضخم وأعدت له الدراسات والخطط اللازمة بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة (الجهة المشرفة على المشروع)، وأنه سيراعى فيه جعل المكتبات بيئة جاذبة من خلال إعادة تأهيلها وتزويدها بالأجهزة والاحتياجات وفق أحدث الطرز المتوفرة في العالم لكي تكون المكتبات أشبه ما تكون بمراكز تعليمية متعددة الأغراض المعرفية لخدمة المجتمع. وأفاد أن الجانب الثاني المتعلق بالتنظيم والتدريب وتأهيل الكوادر، بدأ العمل به منذ العام الماضي من خلال الملتقى الأول لاختصاصيي المكتبات الذي قدمت فيه أوراق عمل مهمة من عدد من المتخصصين؛ حيث خرج الملتقى بتوصيات مفيدة تتعلق بتطوير خدمات المستفيدين في المكتبات وتوسيع الأنشطة الثقافية فيها والعمل على مشروع الملخصات الببلوغرافية لإثراء المحتوى العربي للمصنفات والكتب القديمة، وتم تدريب عدد من أمناء المكتبات على هذا العمل وبدأ العمل في التنفيذ. وأكد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية أن العمل في المكتبات يتطلب التجديد في عالم المعرفة والاتصال والمعلومات والمكتبة الآلية والرقمنة الإلكترونية؛ فجاءت المسارعة إلى التعاون مع عدد من المكتبات والجامعات والناشرين. وتواصلت أمس جلسات الملتقى بإقامة جلستين وورشة عمل، في مركز الملك فهد الثقافي، بحضور 150 موظفاً واختصاصيي المكتبات.