لا شك أن هناك تغييباً متعمداً للقصة القصيرة في مؤسساتنا الأدبية، في الوقت الذي نجد هذا الكائن السردي له من الاهتمام الشيء الكبير في بلدان عربية أخرى، لأن القيمة الأدبية والإنسانية التي يقدمها هذا الفن قادرة على محاكاة الواقع الحقيقي للإنسان، وبالتالي فإن تجاهل هذه المؤسسات القصة القصيرة ناتج عن عدم وعي بأهميتها وأحقيتها بأن تجاور الفنون الأخرى. وحينما أقول إن هناك تغييباً متعمداً فإني أدرك ما أقوله، حيث إن قراءة واحدة للمشهد الأدبي لهذه المؤسسات تكشف بما لا يدع مجالاً للشك هذا التجاهل من قبل أندية أدبية كثيرة رصيدها من الأمسيات القصصية يكاد يكون لا شيء. وأعتقد أن السبب الرئيس خلف هذا التجاهل يكمن في ثقافة أعضاء المؤسسة ومدى إيمانهم بما تقدمه القصة القصيرة. فمع الأسف معظم من يقطنون في هذه الأندية والجمعيات الثقافية يصرفون النظر عن إقامة الأمسيات القصصية والندوات وورش العمل الخاصة بهذا الفن بحجة أن القصة القصيرة ليس لها جمهور متناسين في ذلك حجم معاناتهم مع الحضور في بقية الأمسيات الأكاديمية والتاريخية الأخرى. باعتقادي أن وجود هذا الزخم السردي في جنس القصة القصيرة، إضافة إلى كُتَّاب بارعين مارسوا هذا الفن وأجادوه، أمران يكفلان للمؤسسات الاهتمام الجاد بهذا الجنس وعقد الملتقيات القصصية التي تكفل بتطور هذا الفن وتداول الأفكار حوله ودراسة تجاربه الحديثة.