العراق يكتوي بنيران أزمة سوريا.. حكومة نوري المالكي تصر على مساندة بشار الأسد وتتجاهل حقيقة مفادها أن للثورة السورية مؤيدين كثُر من العراقيين. دعم المالكي نظام الأسد لا يقتصر على التأييد السياسي، فحكومته تغض الطرف عن مشاركة ميليشيات عراقية طائفية في القتال إلى جانب الأسد.. صور أفراد الميليشيات الذين يُقتَلون داخل سوريا تُرفَع في جنائز علنية بالعراق.. هؤلاء ومن يقاتلون معهم باتوا ينظرون إلى مواجهة الثورة السورية باعتبارها «واجباً مقدساً».. اللافتات في بعض الاحتفالات الدينية تحث على التطوع للقتال مع الأسد. في الوقت نفسه، تعلو أصوات تدعو إلى افتتاح مكاتب في العراق للجبهات المقاتلة ضد الأسد.. المفتي العراقي يرفض هذا الاقتراح، لكن الغضب عارم على الأسد والمالكي والميليشيات. الكل في العراق يكتم أنفاسه تحسباً لانفجار على وقع الأزمة السورية.. الحكومة والميليشيات أقحمتا العراقيين في الصراع، واستمرار القتال داخل سوريا يهدد أمن العراق مثلما يهدد أمن لبنان.. الكل مهدد. المنطقة بأسرها معرَّضة لحرب تحرق الجميع والسبب استمرار الأسد في السلطة.. وجود حاكم يقتل شعبه دون رادع يشعل دول الجوار – في ظل تداخل الطوائف- خصوصاً لو تورطت حكوماتها في قتل السوريين كما هو حال نوري المالكي.. الأغلبية في الشرق الأوسط ترفض بقاء النظام السوري، وتجاهل هذا الإجماع سيزيد التوتر. المسكنات لن تجدي نفعاً والحل هو رحيل الأسد.. إسقاطه سيطفئ الفتنة في سوريا وما حولها.. الحكومة المقبلة في سوريا يُنتظَر أن تكون حكومة مواطَنة.. ينبغي لهذه الحكومة أن تعيد صياغة العلاقات الخارجية لدمشق بما يحقق مصلحة السوريين لا مصلحة الطائفة.. ثورة سوريا ليست طائفية.. لكن الأسد والمالكي وحسن نصر الله طائفيون.