أحيا المعتصمون ضد حكومة نوري المالكي في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، أمس الجمعة، ذكرى مرور عام على بدء حراكهم ضد السلطة الحالية، وأطلقوا على صلاة أمس شعار «عام من الثبات والصمود في وجه طاغية العصر المالكي»، مؤكدين مواصلتهم الاعتصام ومتهمين رئيس الحكومة و»الميليشيات التابعة له» باستهدافهم. كما هدد المعتصمون في الأنبار بالتصعيد من خلال إعلان العصيان المدني «إذا استمر تجاهل» مطالبهم. وقال خطيب اعتصام مدينة الفلوجة إن «عاماً كاملاً من الاحتجاج انتهى، لكن الحراك سيتواصل حتى تحقيق المطالب بالكامل». ويطالب المعتصمون بإصلاحات أمنية وبإطلاق سراح معتقلين ومعتقلات ومطالب أخرى. وأكد حسين العميري خلال خطبة الجمعة أن «ساحات الاعتصام ستراجع الحسابات وستدقق ما قدمته وما حدث من أمور خلال عام من حراكنا المطالب بالحقوق الدستورية». ووجّه العميري حديثه للساسة السنّة قائلاً «كلمتي لساسة أهل السنة، وهم لمدة ثماني سنوات يقولون سنقدم لأهل السنة ما يحتاجونه؛ أقول لهم: تريدون منا الخروج إلى الانتخابات ونحن نسأل ماذا قدمتم لنا في دورتين انتخابيتين؟ كانت وعوداً وأحلاماً فقط»، داعياً الساسة إلى الحضور لساحات الاعتصام ومواجهة جمهورهم بالحقيقة. وكانت الاعتصامات ضد المالكي بدأت قبل عام بعد اعتقال أفراد من حماية وزير المالية المنتمي إلى القائمة العراقية رافع العيساوي، الذي استقال احتجاجاً على هذه الواقعة وانضم إلى الاحتجاجات التي رفعت مطلب رفع الظلم عن الفئات المعارضة للحكومة. وفي الرمادي، أكد خطيب جمعة ساحة الاعتصام شمالي المدينة أن «ساحات الاعتصام، وبعد مرور عام على تنظيمها، باقية لحين الاستجابة الكاملة للمطالب المشروعة التي تتجاهلها الحكومة حتى الآن». وطالب الشيخ إسماعيل رديف خلال خطبة الجمعة من سمّاهم «الساسة الشرفاء» بالانسحاب من الحكومة الحالية والانضمام إلى ساحات الاعتصام «لأن الحكومة لم تقدم شيئاً للبلد»، حسب قوله، متهماً بعض الساسة بأنهم لم يقدموا شيئاً لبلدهم وكأن ما يحصل في العراق لا يعنيهم. وحذر رديف من «أن بعض الساسة يحاولون المتاجرة بمطالب المعتصمين من أجل مصالح مالية أو مناصب أو مقاعد برلمانية». وفي سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين، شدد خطيب صلاة الجمعة الموحدة في ساحة الاعتصام بالمدينة على «ضرورة السعي إلى احتواء جميع الساسة الشرفاء لنصرة قضيتنا». وحذر الشيخ محمد طه الحمدون من «الفتن الطائفية التي تكون سبباً في حرب أهلية مدمرة، مبيِّناً أن «المعتصمين ماضون في طريق الاعتصام السلمي ولن يتراجعوا عنه لحين تحقيق جميع المطالب واسترجاع جميع الحقوق».