حقق نادي الخليج من سيهات أولى مفاجآت كأس ولي العهد حينما أقصى في الدور 16 مضيفه العميد الاتحادي من البطولة في أستاد الشرائع بمكة وأمام جمهوره الكبير والعاشق بركلات الترجيح، التي ابتسمت للخليج وألقت بظلال الخيبة على عشَّاق الاتحاد، الذين كانوا يمنون النفس بعودة قوية في هذه البطولة بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال في دوري عبداللطيف جميل، إلاَّ أنَّ الخليج -النادي صاحب الإمكانات المتواضعة نسبياً- قد حرمهم من ذلك، واستطاع أن يكسب احترام وتقدير الجميع. لسنوات طويلة استطاعت المنتخبات السعودية في كرة القدم تحقيق مكاسب كبيرة للوطن، كان ذلك حينما حققت بطولة العالم للناشئين عام 1989 وبطولة آسيا في (1984، 1988، 1996) والوصافة في (1992، 2000، 2007) والهدف الأجمل في تاريخها للأسطورة ماجد عبدالله في نهائي 1984، وتأهلها لكأس العالم أربع مرات متتالية في (1994-2006)، كل تلك الإنجازات الكبيرة وغيرها جعلت من جمهورها لا يرضى بغير النصر وتحقيق النتائج المبهرة، غير أنَّ نكسةً كبيرة صاحبت المنتخب في السنوات الأخيرة حينما لازمتها كثير من الإخفاقات المتتالية التي جعلت من جمهورها المحب يأسى على تلك الأيام الجميلة وتلك الانتصارات الكبيرة. حينما انتصر نادي الخليج على الاتحاد وقبله نادي الرائد على الهلال في الدوري، وحينما كان هذان الناديان متواضعي الإمكانات بالنسبة للاتحاد والهلال، فإنَّ وقفة ينبغي أن نقفها أمام تلك الأسباب التي تجعل أندية الدوري الممتاز لدينا من الهشاشة بحيث تستطيع أندية شحيحة الإمكانات أن تنتصر عليها، في أعتقادي أنَّ أنديةً لم تزل تعتمد على دعم أعضاء شرفها ستبقى دائماً هزيلة ومتواضعة، ذلك أنَّ هذا الدعم ربما ولسبب أو لآخر لا يستمر بالشكل المطلوب فيتأثر بذلك النادي، في دولٍ أُخرى وحينما كانت منتخباتنا الوطنية تتفوق عليها فإنَّ تقدماً مذهلاً استطاعت تحقيقه حينما تمَّ تحويل تلك الأندية إلى شركات تملك أصولاً واستثمارات قادرة على تحقيق دخل عالٍ يمنح هذا النادي أرضاً صلبة للوقوف والاستمرار، نادٍ يملك دخلاً كبيراً قادراً على جلب أفضل المدربين والمحترفين الأجانب ومنح منسوبي النادي ولاعبيه المحترفين رواتبهم كل شهر بالتزامٍ كامل وليس على غرار بعض أنديتنا، التي يعاني فيها اللاعب من مستحقاته المادية التي تتأخر لتجعل من حياته وأُسرته حياة ألم وشكوى دائمة. في أعتقادي أنَّ ما تحتاج إليه أنديتنا هو إداريون محترفون بعقليات استثمارية، إداريون يملكون إمكانات إدارية عالية قادرة على إدارة النوادي بأسلوب أكثر احترافية مما نراه الآن، لا يمكن -أخي القارئ- أن يكون نادٍ بعمر الاتحاد تم تأسيسه قبل 86 سنة في 1927م معتمداً حتى الساعة على دعم أعضاء شرفه، والحديث ليس عن الاتحاد فقط بل جميع أندية المملكة، أعي أنَّ هناك رغبة في ذلك ولكن حتى الساعة لم تتبلور هذه الرغبات والإمنيات إلى شركة نادي الاتحاد، الهلال، النصر والاتفاق وغيرها، هذا ما يجعلني كمتابع غير متفائل بمستقبل أكثر ازدهاراً لكرتنا السعودية، ولن أكون متعجباً حينما أجد مَنْ كانت تتلقى شباكهم كثيراً من أهداف مهاجمينا وهم يتخمون شباكنا بأهدافهم، ليس لأننا لا نملك اللاعب المبدع، والمدرب الناجح، بل لأنَّ كثيراً من أنديتنا ومع الأسف الشديد لا تملك القائد الإداري المحترف والقادر على صناعة نادٍ ناجح بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، نادٍ يملك أصولاً واستثمارات لا نادٍ يعتمد اعتماداً كلياً على أعضاء شرفه، نادٍ يستطيع إمداد منتخباتنا الوطنية بلاعبين قادرين على إعادة تلك الأمجاد لا أندية متذبذبة المستوى بسبب مشكلاتها الإدارية، التي تنعكس سلباً على لاعبيها، أتمنى أن نجد بوادر لتحويل النوادي إلى شركات ولا أظن -شخصياً- أنَّنا سنستطيع تطوير كرتنا السعودية دون أن نتمكن من فعل ذلك.