نجح اللاعب العماني أحمد حديد المحترف في صفوف فريق الاتحاد في فرض اسمه كأحد ابرز اللاعبين في دوري المحترفين السعودي، فضلاً عما يقدمه من عطاءات فنية عالية برهن من خلالها على أنه مكسب كبير لعميد الاندية السعودية، واضحى اللاعب الدولي العماني ضالة الاتحاد التي طالما بحث عنها في السنوات الأخيرة، وبرهن حديد من خلال مباريات الفريق على أنه لاعب تكتيكي من طراز نادر وضابط إيقاع والجندي المعلوم في كتيبة «النمور» ولا يختلف عليه اثنان في تفوقه الميداني بين أقرانه بفضل المهارات الفنية الفائقة واللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها إلى جانب كونه العقل المفكر أو اللاعب المنفذ لخطط المدير الفني في المستطيل الأخضر، ولم يدر بخلد أحمد حديد المخيني الذي ولد في 18 تموز (يوليو) 1984 وهو يمارس هوايته في ركل الكرة قبل قرابة خمسة عشر عاماً مع أقاربه في قريته الصغيرة (العيجة) عندما كان يلعب مع فريق الشواهين، ذلك الفريق القروي، أنه سيكون واحداً من أهم الأسماء الخليجية في كرة القدم، وإنْ توقع يومها معلموه في مدرسة الزبير أن ابن حديد سيكون ذا شأن في المجال الرياضي، اذ بدأ مسيرته الكروية مع نادي الطليعة العماني في عام 2000، وفي العام نفسه استطاع أن يرتدي شعار منتخب بلاده في البطولة الآسيوية للناشئين، والتي حصدتها عمان وشارك في نهائيات كأس العالم للناشئين في عام 2001، وبعدها بأربعة أعوام انتقل حديد إلى نادي الشمال القطري، وشارك مع منتخب بلاده في الدورتين الخليجيتين في قطر والإمارات، وكان أحد اهم نجوم المنتخب العماني في هاتين الدورتين، وأسهم في إحراز منتخب عمان لدورة الخليج الأخيرة التي استضافتها مسقط، وكان قبل نحو سبعة أشهر قد انتقل إلى الاتحاد في صفقة بلغت مليوني ريال سعودي، بعد توصية من المدرب الأرجنتيني جابريل كالديرون الذي يعرف إمكانات حديد الفنية إبان إشراف الأول على المنتخب العماني في فترة ماضية، لذلك يرى المتابعون أن اللاعب حقق هذا النجاح مع الفريق، كون اختياره جاء من جانب الجهاز الفني الذي يعد المسؤول الأول عن الجوانب الفنية. من جانبه وصف اللاعب أحمد حديد تجربته مع الاتحاد على انها تأتي في أهم فترة من مشواره الرياضي، لاعتبارات عدة في مقدمها الاحتراف في الفريق الحائز على بطل آسيا لمرتين متتاليين إضافة إلى قاعدته الجماهيرية التي وصفها بالأكثرية بين أندية الخليج والمشاركة مع لاعبين مميزين على الصعيدين العربي والقاري، قائلاً: «تجربتي مع الاتحاد أستطيع أن أقول انها تجربة مميزة في مشواري الرياضي، أما مسألة نجاحي فسأتركها للنقاد والجمهور الرياضي، فهم الحكم في هذا الأمر، وإن كنت أشعر بالرضا من الجميع حول المستويات، التي قدمتها مع الفريق في المباريات الماضية، لكن هذا الرضا يحمّلني مسؤولية كبرى، فأنا مطالب بمزيد من العطاءات الفنية». وعن سر تألقه مع الاتحاد في الموسم الحالي، فقد أرجعه إلى التناغم بينه والمدرب كالديرون، إلى جانب تعاون زملائه اللاعبين، والأجواء الصحية المحيطة بالفريق «حقيقة أنا وكالديرون بيننا تفاهم كبير، إذ أعرف ما يريد وأطبقه على المستطيل الأخضر، وهو يستطيع أن يوظف قدراتي، فضلاً عن الدعم المعنوي والنفسي، الذي أحظى به من الجهاز الإداري واللاعبين وكذلك الجماهير». وأشار حديد الى أنه حريص على إثبات قدراته، في ظل وجود كوكبة من النجوم السعوديين في الفريق الاتحادي، متمنياً أن يحرز مع الفريق الاستحقاقات المتبقية في الموسم الحالي، واصفاً فريقه بالقادر على إحراز الألقاب، ولا ينقصه سوى التوفيق. وعن آمال الفريق بتحقيق لقب دوري المحترفين، شدد على أهمية المباريات الثلاث المتبقية أمام نجران والوحدة والهلال «سندخل المباريات المتبقية بحثاً عن الفوز من دون النظر إلى نتائج فريق الهلال منافسنا على اللقب، وأنا لمست في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد الخروج من مسابقة كأس ولي العهد، إصرار اللاعبين على الفوز بلقب دوري المحترفين». وعن اللقاء السابق أمام فريق الاستقلال الإيراني في مستهل مشوار الاتحاد في دوري المحترفين الآسيوي، قال حديد: « مباراة الاستقلال عجيبة في أحداثها، فقد قدم الفريق الاتحادي، أفضل عطاءاته على مدار الشوطين، إلا أن التوفيق في التسجيل لم يكتب لنا في الشوط الأول، إذ أضعنا العديد من الفرص أمام مرمى استقلال، وفي اعتقادي لو أن الاتحاد وُفق في تسجيل هدف في الشوط الأول، لتوالت المزيد من الأهداف، كما أسهم في تأخر الفوز الطريقة الدفاعية التي انتهجها الفريق الإيراني، ومن فرصة وحيدة استطاع الاستقلال أن يسجل هدفه والحمد لله على إدراك التعادل وهدف الفوز في الرمق الأخير من المباراة، وكنا حريصين على عدم الخروج بالتعادل، لاسيما أن المباراة تقام على أرضنا وبين جمهورنا». وزاد: «جماهيرنا العريضة التي ساندتنا في المباراة الماضية كانت السبب الرئيسي في فوزنا على الفريق الإيراني، إلى جانب تكثيف خط المقدمة، بمساندة عدد من اللاعبين للاعب عماد متعب وقائد الفريق محمد نور، وعلى رغم ولوج هدف في مرمانا، إلا أننا لم نيأس إطلاقاً من تحقيق الفوز، وبلا شك أننا حققنا ثلاث نقاط مهمة في أول المشوار، و نعد جماهيرنا بأننا سنقدم كل ما لدينا، من أجل استعادة اللقب الآسيوي والاستحقاقات المحلية». وعن اللقاء المقبل أمام فريق أم صلال القطري الأربعاء المقبل، أكد حديد أهمية المباراة، كونها تجمع بين الفريقين الفائزين، مشيراً إلى أن فريقه جاهز لخوض اللقاء، متمنياً أن تتواصل الانتصارات الاتحادية في الاستحقاق الآسيوي، لكي يتحقق اللقب للمرة الثالثة للاتحاد.