لم يخيب صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز، أمير منطقة الجوف الآمال والتطلُّعات حينما ناشده الجميع -وأنا أحدهم في مقال الأسبوع الماضي- الوقوف مع فريق العروبة متصدر دوري ركاء في المراحل الحاسمة من هذا الدوري، فقد أعلن سموه دعمه الماديّ والمَعْنويّ للفريق، فقدم تبرعًا سخيًّا للنادي من أجل دعم الفريق في هذه الفترة الحرجة مقداره ثلاثمائة ألف ريال قابلها العرباويون بالتقدير والامتنان لسموه الكريم، وهذا ليس بمستغرب منه -حفظه الله- وقد اعتدنا منه مثل هذه الوقفات الكبيرة، فله جزيل الشكر وعظيم التقدير والامتنان على ما قدمه وسيقدمه، وهذه الوقفة لن تنسى بالطبع، ومن المؤكد أنّها خيرُ محفزٍ للاعبين وجهازهم الفني والإداري في المرحلة الحرجة من دوري ركاء. ويبقى سؤال الهلاليين حائرًا؟! سؤالٌ كبيرٌ يعقبه علامات استفهام كثيرة.. يقول هذا السؤال: لماذا تذلل الصعاب وتسهل الأمور لبعض أنديتنا حينما تشارك خارجيًّا بحجة أنَّها تمثِّل الوطن، في حين لا نجد هذه التسهيلات حينما يكون المشارك نادي الهلال...؟ وبالطبع فإنّ الاعتراض ليس على الوقوف مع ممثل الوطن، فهذا برأيي حق مشروع وواجب وطني بالفعل، ولكن لماذا لا تكون النظرة عامة واحدة والتَّعامل واحد، فالهلال نادٍ وطنيٌّ أيْضًا وله حقوق كغيره من أندية الوطن الأخرى، وهذا الرأي لا يأتي جزافًا أو ادعاءً باطلاً، بل هذه هي الحقيقة بدءًا من عام 1989م حينما جرَّد الهلال من نجومه الثمانية أو التسعة في كأس أندية الخليج بالبحرين وشارك آنذاك بدونهم بالصف الثاني، وقد حرّم منهم أيْضًا في نفس العام قبيل خوض مباراتي الذهاب والإياب لتحديد بطل آسيا أمام أحد الفرق اليابانيَّة بحجة وجود معسكر وارتباط لدى المنتخب فآثر رئيس النادي آنذاك الأمير عبد الله بن سعد -رحمه الله- الانسحاب فخسر الهلال بطولة قارية كانت بمتناول الأيدي وخصوصًا أن مباراة الإياب كان مقررًا لها أن تكون بالرياض.. واستمرَّ هذا حال نادي الهلال في عدَّة مشاركات خارجية وحتى هذا الموسم لازال الهلاليون يشتكون جدولة مبارياتهم المضغوطة ولم يراع فيها مشاركة فريقهم كممثل للوطن في بطولة أبطال آسيا!! ومن المفارقات العجيبة أن تذلل الصعاب لبعض الفرق والشواهد كثيرة، بينما لا يعامل الهلال بالمثل، بل وتُساق المبررات الواهية والأعذار المضحكة ليبقى الوضع على ما هو عليه شاء الهلاليون أم أبوا وليبقى السُّؤال الكبير حائرًا!!!! الفكر غلب المال!!! مع كل التقدير لكافة فرق دوري زين، إلا أن فريق الفتح هو الفريق الوحيد الذي استطاع أن يقدم المهر الحقيقي للظفر ببطولة دوري زين لهذا العام، والمتتبع لمسيرة الفريق هذا الموسم سيقول حتمًا أنّه من الظُّلم أن تذهب البطولة لغيره، وعني شخصيًّا لا أجد حرجًا بأن أتمنَّى لسفراء الأحساء أن يتوجوا جهودهم الخارقة وعروضهم المبهرة هذا الموسم ببطولة دوري زين ولتكون أثمن هدية تقدم لرجال الفتح الذين وقفوا بقوة خلف هذا الفريق غير العادي من إداريين وجهاز فني وأعضاء شرف وجماهير وقبل هؤلاء الرئيس الرائع للنادي المهندس عبد العزيز العفالق، الذي لن يختلف اثنان على أنّه أنجح رئيس نادٍ هذا الموسم. في زمن لغة الأرقام الفلكية.. زمن احتراف الملايين حينما يأتي من الخلف فريق طموح ذو إمكانات بسيطة ويشقّ الصفوف ليعتلي العرش والبقية (يتفرجون) لا بُدَّ أن نقف احترامًا وتقديرًا واعتزازًا لِكُلِّ المسئولين عن هذا الفريق؛ لأنهم قالوا وبصريح العبارة ((ترى الفلوس ما كل شي))، مُوكِّدين أن هذه المقولة ما زالت في محلها وأن الفكر ما زال أهم من المال!!! اتَّقوا دعوة المظلوم!!! كان مشهدًا يقشعر له البدن حينما حمل حارس مرمى فريق التعاون فهد الثنيان المصحف الشريف وأقسم قسمًا عظيمًا أنّه لم يبصق (أعزكم الله) على الحكم وأنّه ظلم حينما أوقف ستة أشهر، وحيث إن المتداول والمعروف عن فهد الثنيان أنّه على خلق كبير ومن المؤكد أن أمثاله يعلمون جيّدًا أن القسم عظيم وأنّه من غير المعقول أن يحضر من القصيم إلى الرياض ليؤدِّي هذا القسم ولم يكن مجبرًا على ذلك فقد شعرت أنّه ظلم وقد يكون الأمر قد التبس على الحكم فظنّ منه هذا الفعل، الذي نرفضه جميعًا إن كان قد قام به بالفعل، لذا أتمنَّى أن ينظر في أمره مرة أخرى فهو محترف، والاحتراف مصدر رزقه بعد الله سبحانه وتعالى ولنتق دعوة المظلوم!!! على عَجَل * حينما رفض رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد (مساومة) أحمد الفريدي للهلال، إما دفع المبلغ الذي هو يريد أو الانتقال، لامت بعض الجماهير الهلالية رئيس ناديها الذي قال: لن نرضخ للمساومة وإلا دفعنا الثمن لاحقًا مع لاعبين آخرين، وقد كان محقًا في ذلك، فها هي بعض الأندية التي تعاقدت مع لاعبين محليين بمبالغ خيالية تعاني الأمرين في تجديد عقود بعض اللاعبين!! * لم يقف الصراع الرياضي لدينا بين بعض الأندية واتحاد كرة القدم، بل انتقل بين اللَّجْنة الأولمبية واتحاد كرة القدم أيضًا!! * بعض الزُّملاء الصحفيين من (عشاق) الإعلام المرئي ممَّن أصبح ظهورهم أكثر من ظهور الكثير من المذيعين، يتعاملون مع الأخطاء التحكيمية بحسب أهوائهم فإنَّ كان الخطأ ضد فرقهم انتقدوا التحكيم ولا يألون جهدًا في ذلك وإن كان لمصلحة فرقهم أو ضد الفريق المنافس، ساقوا العديد من المبرّرات وأن الأخطاء طبيعيَّة وتُعدُّ جزءًا من اللعبة!!! [email protected] Al_siyat@في تويتر