تشتعل النيران تحت رماد الصمت الذي خيم لسنوات على الشارع الفلسطيني تجاه استمرار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي واتجاه قضايا الساعة المحلية وعلى رأسها الشأن الاقتصادي وانخراط بعض المنظمات الأهلية والقيادات في إطار التطبيع مع إسرائيل، بحيث بات الحراك الجماهيري والشبابي بارزاً في اللآونة الأخيرة. وأدانت اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل في بيان وصل “الشرق” نسخة منه مشاركة شخصيات عربية في مؤتمر “هرتسليا” الذي سيعقد الثلاثاء القادم. وقالت اللجنة إنها تدين مشاركة متحدثين عرب، وخاصة صائب عريقات، في مؤتمر “هرتسليا” ال 12، تحت عنوان “في عين العاصفة إسرائيل والشرق الأوسط”. ويُعد مؤتمر هرتسليا” الأهم في الأوساط الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، إذ إنه يُعنى بتطوير وتعزيز ما يسمى”الأمن القومي” الإسرائيلي كما يُعد من أشد المؤتمرات خطورة على القضية الفلسطينية. منذ 2000. ويعقد “معهد الدراسات الاستراتيجية” هذا المؤتمر سنوياً بهدف مراجعة السياسات الإسرائيلية (خاصة الأمنية) للعام السابق وتحديد معالم السياسات للعام المقبل، ويُعد مرجعاً أساسياً للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في اتخاذ قراراتها وتحديد حروبها القادمة. ومشاركة أي متحدث عربي في مؤتمر هرتسليا” تعد تواطؤاً وتساهم في تعزيز”أمن” الاحتلال والأبارتهايد وتقويض نضال الشعب من أجل الحرية والعودة وتقرير المصير. اعتصام شبابي ضد التطبيع الناشط الشبابي حازم أبو هلال من بلدة أبو ديس شرقي القدس قال ل “الشرق”: إن الاعتصام الذي نقوم به هو جزء من حراك مجموعات شبابية تنشط في الأراضي الفلسطينية ضد استمرار المفاوضات، وضد التطبيع مع إسرائيل بكل أشكاله. وأضاف أبو هلال إن هذه المجموعات نجحت في إفشال ثلاثة مؤتمرات تطبيعية كان أبرزها مؤتمر التدريب التكنولوجي في مدرسة “طاليتا” في بيت جالا وفي حيفا والقدس والذي كان يهدف إلى إشراك طلاب فلسطينيين وإسرائيليين في ورشات تدريبية. وكانت فعاليات فلسطينية ضد التطبيع أفشلت مؤتمرا تطبيعيا في فندق (الاميركان كولوني) في القدسالمحتلة لأقطاب مبادرة جنيف وعلى رأسهم أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه الذي يشرف على الإعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية من خلال موقعه على رأس هيئة الإذاعة والتلفزيون. وعلمت “الشرق” من مصادر موثوقة أن تهديدات وصلت الجانب الفلسطيني مما نتج عنها إلغاء اجتماع تطبيعي كان مقررا في سويسرا خلال هذا الأسبوع. وقال بيان حراك الشباب الفلسطيني وصل “الشرق” نسخة منه “إنه في الوقت الذي تقوم دولة الاحتلال بهدم بيوت المقدسين وتختطف نوابهم وأطفالهم و تفرض عليهم قوانينها العنصرية اختارت الأطراف المشاركة فيما يسمى مبادرة جنيف التي يقف على رأسها تحالف السلام الفلسطيني الذي يمثله ياسر عبد ربه ويوسي بيلين و ممثل عن سويسرا حيث عقدت مؤتمرها الاستراتيجي في فندق الأمريكان كولوني الأسبوع الماضي في تحد واضح لأهل المدينة، والقوى الوطنية التي عملت على التصدي الفعال للقاءات التطبيعية في الآونة الأخيرة”. وجاء الحراك لإفشال هذا الاجتماع الذي وصف بالسري لأصحاب مبادرة جنيف تحت ما يسمى (بدء الربيع الفلسطيني) ومحاولة للضغط على الرئيس الفلسطيني من أجل العودة إلى المفاوضات وتبني بنود مبادرة جنيف. وكشف أبو هلال عن وجود مجموعات مختلفة تعمل ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن شخصيات رفيعة المستوى ومنظمات أهلية مختلفة استسهلت العمل في التطبيع مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وأصبح موضوع التطبيع بالنسبة لهم يدخل في إطار العادي. واعتبر أبو هلال إفشال مؤتمر الكونفدرالية التكنولوجية في مدن بيت جالا والقدس وحيفا إنجازا وطنيا لما لهذه المؤتمرات من خطر على القضية الفلسطينية. وأكد أبو هلال أن مجموعته “فلسطينيون من أجل الكرامة” التي تدعو الرئيس الفلسطيني للعودة إلى خيار الشعب بعد أن أعلنت السلطة الفلسطينية فشل مباحثات عمان. وأضاف أن تجربة المفاوضات أثبتت فشلها رغم مرور 22 عاما على التمسك الفلسطيني بها. اتهامات لحكومة سلام فياض وصعد أهالي المناطق المحاذية للقدس ونشطاء من المقاومة الشعبية ومجموعات شعبية تقود الحراك المناهض لسياسات التطبيع ولمواجهة السياسات الاقتصادية الأخيرة من وتيرة نشاطها بعد عقدها اعتصاما حاشدا في بلدة العيزرية على أطراف القدس رفع خلالها المشاركين لافتات تدعو إلى الخلاص من حكومة سلام فياض. واتهم المعتصمون الحكومة الفلسطينية بسن قوانين تقمع المواطن وتأخذ منه دون أن تعطيه. وأكد المعتصمون أن هذه الحكومة هي حكومة تسير أعمال ووفق القانون الفلسطيني لا يحق لها إصدرا قوانين وتطبيقها لعدم إقرارها من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني. وأغلق المعتصمون الشارع الرئيس الممتد من جنوب الضفة الغربية إلى مدينة أريحا مرورا بمستوطنة “معاليه ادوميم” التي أغلق الاعتصام مدخلها بالكامل بسبب اكتظاظ المركبات.