من 3 – 5 ديسمبر عقد في الإسكندرية مؤتمر القصة القصيرة جداً (دورة الأديب مصطفى نصر) في دورته الأولى كتعاون مشترك بين مختبر السرديات والرابطة العربية للقصة القصيرة جداً بالمغرب حيث شارك فيه كثير من كتّاب هذا الفن من عدة دول عربية (10 دول عربية) واحتفى بالقصة القصيرة جداً على اعتبار أن هذا الجنس الأدبي لا يزال يأخذ مساحة أدبية استطاع من خلالها مزاحمة الفنون الأخرى. ومن هنا أستغرب كثيراً من مؤسساتنا الأدبية وملتقياتنا الثقافية التي نأت بنفسها عن تنظيم أي ملتقى حتى الآن لهذا الفن رغم الطموح الذي يواكب كل كاتب متمرّس لهذا الجنس الأدبي. لا شك أن الوعي بكتابة هذا الجنس أصبح جيداً، على الرغم من بعض المحاولات التي استسهلت كتابته والدخول فيه حيث إن كتابته تعد صعبة إذا ما بنى الكاتب قصته وفق عناصر أساسية متعارف عليها، ولا بأس بتلك المحاولات التي اقتحمت موقع القصة القصيرة جداً بشرط أن تطور من أدواتها القصصية وتواكب كل جديد يطرح بقصد بناء قصص أنموذجية تكون مادة للباحثين والدارسين والمتلقين. ما زلت أطالب كما في مقال سابق لي بأن يكون هناك ملتقى عربي تتبناه إحدى مؤسساتنا الأدبية في ظل حضور كثير من الكتّاب المتميزين والنقاد الذين يواكبون هذا الفن، كما أن الالتقاء بكتّاب عرب وشخصيات شرفية من الغرب ستكون إضافة حقيقية للملتقى وللكتّاب على أن يكون هذا الملتقى كمنظومة أدبية تطوف من ناد إلى آخر.