قال القاص حسن بن علي البطران ل "ثقافة اليوم": كان كثير من القاصين من يكتبون القصة القصيرة على استحياء، وقد تعرضت شخصيا لنقد وهجوم ينتقص من كتابتي لهذا الفن، لكونه كان بمثابة ثلة من المنتقدين ليس جنسا أدبيا، ولا يصدق عليه مقومات بناء القصة، إلا أنه من المفارقات العجيبة أن عددا من منتقدي فن القصة القصيرة جدا، كتبوها بعد سنوات، لنجد في المقابل تزايد أعداد كاتبي القصة القصيرة جدا في المشهد المحلي. وأضاف البطران بأن منتقدي كتابة القصة القصيرة جدا، انطلقوا في نقدهم من مجرد استسهال كتابة هذا اللون من السرد الأدبي، وعدم الوعي بما يقوم عليه هذا الجنس الأدبي من تكثيف اللغة، والومضة، الرمزية، وطريقة البناء التي تقوم عليها القصة القصيرة جدا، ونتيجة لعدم فهم أدوات كتابة هذا الفن من جانب، وعدم إدراك مكونات معماره الفني من جانب آخر. وعن ظهور فن "القصة القصيرة جدا" محليا، أعاد البطران هذا الظهور عبر علاقة ظهوره في بلدان عربية أخرى، وما أعقب شيوعها عربيا من عقد اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات الأدبية التي تحتفي بهذا الفن الأدبي، الأمر الذي انعكس بدوره على شيوعها محليا.. مشيرا إلى أن ما ظهر من مجاميع قصصية قصيرة بعد ذلك محليا، كانت قادرة خلال السنوات الماضية على الحضور المنافس لهذا السرد عربيا، منافسة قادرة على أن تقارع شيوع القصة القصيرة جدا على المستوى العربي، وفي مقدمة تلك الدول بلاد الشام وبلدان المغرب العربي. وقال البطران: من خلال تجربتي في إصدار ثلاث مجموعات في القصة القصيرة جدا، ومجموعة رابعة تصدر خلال مارس القادم، فأتوقع خلال العام الحالي أن ينتهي بنسبة إصدارات عالية من هذا الجنس، عطفا على ما كنت أتوقعه قبل خمس سنوات، أكدت حينها أن القصة القصيرة ستشهد طفرة خلال الخمس السنوات القادمة، التي يعد العام الحالي خامسها، ومما يلاحظ إقبال عامة الأجيال الأدبية ومنهم شريحة الشباب على كتابة القصة.. مؤكدا أن كاتب القصة القصيرة جدا، يفترض أن يكون كاتبا للقصة كأساس ومنطلق لكتابة القصيرة جدا، موضحا من جانب آخر بأنه ممن يؤيد مقولة نجاح القاص تمكنه من النجاح روائيا، مع تأكيده وجود من تميزوا في كتابة الرواية ولم يكتبوا القصة. أما عن جديد البطران فقال: يصدر لي خلال شهر مارس 2013م القادم عن دائرة الثقافة والإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة الشارقة، كتاب يحمل عنوان (أزهار.. لون أحمر فوق غصن رمان) ضمن سلسلة مجلة الرافد الذي يتم توزيعه مع المجلة "مجلة الرافد" الشهرية.. حيث قدم للإصدار رئيس تحرير المجلة د. عمر عبد العزيز.. مشيرا إلى أن الإصدار يضم نصوصاً إبداعية قصيرة قائمة على التكثيف الكبير للغة، إلى جانب ما تقوم عليه من الرمزية، وعدم التجنيس لفنها الأدبي، التي يصفها البطرن بأنها تشبه إلى حد كبير "الهايكو" اليابانية.. مختتما حديثه بأن تكريمه في "ملتقى الناظور الدولي للقصة القصيرة" في المغرب، كأحد المكرمين العرب يعد تتويجا لتجربته القصصية.