تطور السجال الذي دار مؤخراً بين الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور عبدالرزاق الصاعدي، على «تويتر»، ونشرت تفاصيله «الشرق»، في عددها الصادر الأحد الماضي بعنوان «اتهامات بالسرقة بين أستاذ وتلاميذ مجمع اللغة الافتراضي في تويتر»، وتجاوز الحوار العلمي والتغريد إلى بعث رسائل وإصدار بيانات ثقافيَّة، تعاطف معها المغردون بوسمين جديدين، أحدهما «#بيان الغذامي يمثلني»، والآخر «#بيان الغذامي لا يمثلني»!. وكان الغذامي اتهم الصاعدي بسرقة أفكاره، بعد حوار عن «مجمع اللغة العربية الافتراضي»، ما دفع الصاعدي للقول إن هذه «تهمة كبيرة وتجنٍّ خطير، ويجب عليك أن تثبت دعواك وأن تحدِّد سرقتي بالدليل». وكتب الغذامي في بيانه الثقافي: «علينا ألَّا ننازع غيرنا فيما يرونه، وأهمها فيما يقولونه عنا كرد فعل على شيء قلناه عنهم تخصيصاً أو قلناه تعميماً دون تخصيص»، مضيفاً إن «كل قول نقوله في تويتر هو مسؤولية أخلاقية وقانونية، ذاتية واعتبارية، ولا يمكن أن نقول إن تويتر مساحة حرة لنا ونقف عند ذلك، ولا شك أنَّ من شروط الحرية هو أن تمنح غيرك حريته بمقدار ما تبتغيها لنفسك في تساوٍ تام، وستترقى أكثر لو جعلتها بإيثار غيرك وتوسيع حقه عليك بأكثر مما تريد لنفسك». وتابع قوله: «إن تغريداتي – مثلاً- هي أنا معنًى ولفظاً، وكل تغريدة أقولها فهي حق لي بما أنني صاحبها، وهي أيضاً حق لكل من يستقبلها، غير أن حق المستقبل يفوق حق القائل تبعاً للمنهجية النقدية في أن النص لقارئه وليس لقائله، وهي نظرية أقول بها، وكذا لا بد أن أتمثلها سلوكاً وأخلاقاً ومسؤولية». وأشار الغذامي في بيانه الثقافي إلى مشكلة الشيخين الغيث والعريفي وتأييده أن تذهب قضيتهما إلى القضاء لتشجيع ثقافة القضاء والاحتفال بها كما قال! وذكر أنَّه قادر على أن يجعل من نفسه أنموذجاً، فقال «يجب أن أجعل من نفسي أنموذجاً عملياً، كما أني أنموذج قولي، وأتقبل حق غيري في مقاضاتي قانونياً، وهذا ليس تطرفاً في القول ولا مبالغة فيه أو مثالية، بل هو لب الواقعية العملية، وذلك أننا لن نصنع لمجتمعنا أية ثقافة قانونية ما لم نتمثلها بأنفسنا ونجعل أجسادنا جسوراً لعبور المعاني وتحققها»، موضحاً أنه يقبل أن يأخذه أيُّ شخص إلى القضاء، «سيتحقق هذا إذا أعلنت عن إصراري بأن يأخذني أي شخص يرى أن قولاً لي مسه أو مس شيئاً ذا قيمة معنوية عنده، أقول يأخذني للمقاضاة، وأعده أنني لن أرافع ولن أدافع». وختم الغذامي بيانه بقوله: «لا شك عندي لو أن أحداً أخذ أي تغريدة لي إلى المحكمة واستصدر حكماً قضائياً ضدي، وحجته هي في تغريدتي كوثيقة عليَّ لا أنكرها ولا أجادل فيها، لو فعل هذا فهو يحقق لي (ومعي) أهم مفترق قيمي في معنى أن يكون القول فعلاً وتكون النظرية سلوكاً». إلَّا أنَّ هناك من اعتبر هذا البيان رداً على الدكتور عبدالرزاق الصاعدي، الذي كتب رسالة سابقة إلى الغذامي، كتب فيها «أستاذي القدير؛ ذكرت عَلَناً في حسابك الشخصي بتويتر أنني (سرقت وانتهكت كل الحقوق) ثم قلت في إشارة لي ولمجمع اللغة الافتراضي (هؤلاء يسرقون جهد غيرهم… وفعلوها معي مراراً، مراراً، مراراً)!!، فأقول لك: هذه تهمة كبيرة وتجنٍ خطير، تهمة عامة جامعة مانعة ل (كلِّ الحقوق) فلم تبقِ حقاً لم يسرق، وليست مجرد سرقة بل هي انتهاك!! ولم تكن مرة واحدة ولا مرات، بل كانت (مراراً، مراراً، مراراً)!». وأضاف: «لقد أخذتني بالصوت والمظلومية فتعاطفت معك ونسيت نفسي، من الظالم؟ ومن المظلوم؟ كيف جعلتني السارق المنتهك المكرِّر للسرقة؟ مع أني بريء من مظلوميتك ولا أعلم شيئاً مما تدعيه، فمن حقي عليك أن تُثبت دعواك وأن تحدد السرقة بالدليل، فالبينة على من ادعى، حتى لا تكون الظالمَ وأكون المظلوم». وأوضح الصاعدي في رسالته أنه سأله عن دعواه في سبع تغريدات، «وكررت السؤال وألححت عليك، وسألك الناس ممن رأوا دعواك وعجبوا منها أن تأتي بحجَّتك، فتجاهلت الطلب ورميت بالأعراف الأكاديمية عرض الحائط؛ لأنك لا تملك حجة ولا بينة، وفي هذا دلالة أولى على زيف دعواك وبطلانها.. فلا مخرج لك بعد صراخك ومظلوميتك المزعومة إلَّا أن تحدد المسروقات وتثبتها، ولك مني حينئذ إعادة الحق إلى نصابه وفوقه اعتذار علني وتقبيل رأسك، أو تكون أنت الظالم المُشنِّع المفتري، فيجب عليك حينئذ أن تراجع نفسك وترفع الظلم وتعتذر للعلم والمنهج والأخلاقيات إن كان ثمة منهج وأخلاقيات». وختم الصاعدي رسالته للغذامي بقوله «أقول لأستاذي القدير الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي: أين السرقات المزعومة؟ ومتى وكيف (سرقت وانتهكت كل الحقوق)!! وما معنى: (هؤلاء يسرقون جهد غيرهم… وفعلوها معي مراراً، مراراً ، مراراً)!! سيِّدي وأستاذي الفاضل؛ قليلاً من المنهج! قليلاً من الإنصاف!». إلَّا أنَّ الصاعدي عاد بعد بيان الغذامي، ليكتب رسالة ثانية له، قال فيها: «أستاذي القدير.. أنا متعاطف معك وأريد أن أنقذك وأنقذ البقية الباقية من سمعتك وصورتك القديمة، فليتك يا أستاذي تثبت السرقة المزعومة، كما طالبتك وطالبك الناس، ويحزنني أن أراك في هذه الصورة المهزوزة المخزية التي ألجأتك إلى ذلك البيان الهذيان الأجوف!».