وصف نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبد العزيز، معرض «الحج ..رحلة إلى قلب الإسلام» بالرائع الذي يقدم للغرب الصورة الحقيقية لمستقبل التطور في مكةالمكرمة. وقال الأمير عبدالعزيز في تصريحات للصحافيين بعد حفل افتتاح المعرض مساء أول أمس في المتحف البريطاني بلندن «هذا أول معرض يقام في العالم عن الحج، ويقدم تاريخ الحج والتوسعات التي شهدها المسجد الحرام إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله. هذه التوسعات التي أصبحت تستوعب أكثر من ثلاثة ملايين حاج ومصلٍ، بالإضافة إلى التوسعات والمشروعات على صعيد جسر رمي الجمرات وسقيا ماء زمزم». جاء ذلك أثناء افتتاح الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا أمير ويلز، والأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة. وكان الأمير عبدالعزيز بن عبدالله رحب في كلمة الافتتاح بضيوف المعرض الذي يقيمه المتحف البريطاني بالشراكة مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، كتنسيق لمشاركات المملكة العربية السعودية التي تفخر بإقامة أكبر تجمع سنوي للسلام والمحبة والتقرب إلى الخالق جل وعلا على صعيد مكةَالمكرمةَ. وقال «تأتي مشاركةُ المملكة العربية السعودية في هذا المعرضِ الثقافي، التي شرَّفها المولى تعالى بخدمة الحرمين الشريفين من الحجاجِ والمعتمرينَ والزائرينْ؛ فأخذتْ على عاتقها منذ تأسيسها، التشَّرفَ بمسؤولياتِ هذه الخدمة لإبراز الجوانبِ الإنسانية لرحلة الحج، وعرض ما تحتويه متاحفُها من قطعٍ متخصصةٍ ونادرة، وشواهدَ تحكي المعاني الإنسانيةِ لدى المسلمين من جميعِ الحضاراتِ والثقافاتِ في أبهى صورِها». وأكد على حرص المملكةُ علىِ تطويرِ مفهومِ الخدمة للحجيج، التي جعلتها شرفاً ومسؤولية، وعمدت تباعاً على إضافةِ توسعة للمسجد الحرام الذي لم تكنْ مساحتُه عام 1925م تتجاوزُ الثلاثينَ ألفَ مترٍ مربع، تستوعبُ في حينها مائةَ ألفِ حاج، وصولاً لتوسعة خادمِ الحرمين الشريفين، التي جمعتْ بينَ التطورِ والتوسعِ الرأسي والأفقي والخِدمي؛ بمساحةٍ تتجاوزُ المليون مترٍ مربع، لتستوعبَ أكثرَ من ثلاثةِ ملايينِ حاج، ومُصلًّ؛ وتشييدِ ثلاثةِ مواقعٍ متقاربةٍ لرمي الجمراتِ، تتكونُ من اثني عشرَ طابقاً، تستوعب خمسةً ملايينَ حاج؛ وإنشاءِ ساعةِ مكةَالمكرمة أكبرِ وأعلى ساعةٍ في العالمْ؛ وتشغيلِ قطارِ المشاعرِ؛ لنقل أكثرَ من مليوني حاج؛ فضلاً عن مصنعِ كسوةِ الكعبة؛ وإقامة مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم المباركة لضمان نقاوته وتعبئته آلياً بأحدث الطرق العالمية وتوزيع ملايين الليترات يومياً على الحجاج؛ لتصبحَ تلكَ التوسعةُ التاريخيةُ، وغيرها من الإنجازاتِ الموازيةِ لها علامةً فارقةً في تاريخِ عمارةِ المسجدِ الحرام والمشاعرِ المقدّسة، تُضاف إلى رصيده، حفظه الله». وقدم الأمير عبدالعزيز بن عبدالله شكره للأمير تشارلز «لحضوره معرضِ الحج، وعبر عن شكره للمتحفِ البريطاني اهتمامَه، وتنظيمَه المعرضِ. من جانبه، قال الأمير تشارلز «أود أن أشكر بشكل خاص الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، فأنتم قدمتم لنا كلنا شرفاً عظيماً بحضوركم وتمثيلكم لخادم الحرمين الشريفين، وإن سفركم إلى لندن يؤكد أهمية هذا المعرض الكبيرة للمسلمين، ولغير المسلمين، على حد سواء، وأنا أقول هذا الأمر لأن عنوان المعرض رحلة إلى قلب الإسلام يتحدث بشكل واضح عن الرحلة الجسدية والإيمانية التي يقوم بها المسلمون من مختلف أنحاء العالم إلى مكة، وهي الرحلة التي يقوم بها المسلمون كل عام، موضحاً بأن 25 ألف حاج من المملكة المتحدة لوحدها يؤدون الحج». وأضاف «وأنا متأكد من أنكم ستلاحظون كما لاحظت من أن المعرض وبتجميع هذه الكنوز الرائعة من مختلف دول العالم، فإنه يعيد إلى الحياة قصصاً إنسانية لأجيال عديدة أدت الحج خلال العصور الماضية، من سنغافورة إلى إسطنبول، ومن نانجينغ إلى مومباسا، من خلال الصور الحية، والقطع الأثرية والتي تكشف أيضاً عن الصفة العالمية الحقيقية للحج». وقال «أود أن أشيد بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي يدعم بسخاء أداء الحجاج للحج من خلال الخدمات العملية واللوجستية المميزة، وهذا يعيد للذاكرة الكرم الواضح الذي قدم للحجاج في السابق من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كرم يعود إلى التقاليد النبيلة للنبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي بنى الكعبة». كما أشاد الأمير تشارلز بالمتحف البريطاني وشركاه لرؤيتهم في تطوير هذا المعرض، متمنياً أن يكون المعرض مصدراً للتعلم والفهم. وبدوره، قال مدير المتحف نيل ماك جريجر في كلمته «إن فهم العالم في الوقت الراهن يتطلب فهم الحج، مشيراً إلى أن جزءاً مهماً من فهم العالم هو فهم للحج». وأعرب عن أمله في أن يقدم المعرض جزءاً من الرحلة المهمة التي يقوم بها المسلمون كل عام، مبيناً أن المعرض شهد صباح أمس الخميس تدفق أعداد كبيرة من الزوار. وتوقف الأمير تشارلز عند مجسم مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، لتوسعة المسجد الحرام في مكةالمكرمة، حيث قدم له الدكتور أحمد سيف الدين داغستاني من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة شرحاً وافياً عن مشروع التوسعة. كما توقف الأمير تشارلز عند لباس الإحرام.