كشفت التقارير السنوية للمرور في المملكة أن السرعة وقطع الإشارة التي يركز عليها نظام «ساهر» تمثل فقط 31% من أسباب الحوادث، بينما تبقى 69% من أسباب الحوادث خاصة بالقيادة المتهورة وعدم الالتزام بقواعد السير بعيداً عن الرقابة المرورية الصارمة، مما يشجع السائقين على الاستمرار في الانتهاكات المرورية. وقال المدير الإقليمي للدورات المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث مدير أبحاث الإصابات في مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث بالرياض الدكتور سعود التركي، إنه رغم ذلك فقد شهد العام الماضي انخفاضاً في عدد الحوادث والإصابات في المملكة بعد تطبيق نظام «ساهر». وقال في ورقة عمل قدمها خلال مؤتمر طب الإصابات والحوادث الذي ينظمه مستشفى قوى الأمن في الرياض: «إن تقليص عدد الوفيات بسبب الحوادث انحصر داخل المدن الرئيسة في المملكة، مثل مدينة الرياض التي انخفضت فيها الوفيات بنسبة 23%». وأفاد التركي بأن الإدارة العامة للمرور طبّقت نظام حزام الأمان عام 2004م، وانخفضت خلاله حالات الوفيات بنسبة تجاوزت 14%، لكن التساهل في تطبيق هذا النظام في السنوات التي تلته أدى إلى عودة الارتفاعات السنوية للإصابات والوفيات بنسبة تتراوح بين 10-16% سنوياً. وبيّن أن إحصائيات المرور لعام 2008م سجلت 1200000 مخالفة مرورية، وبلغ عدد الإصابات من حوادث السير 135 ألف حالة، وأصبح عدد الحوادث خلال عام 2012م 544000 حادث، نتجت عنها 7153 حالة وفاة، بمعدل 64 حادثاً في الساعة وعشرين حالة وفاة في اليوم. وأفاد بأن إحصائيات المرور تشمل فقط الوفيات في مكان الحادث أو حين وصول أقسام الطوارئ، ولا تأخذ في الحسبان الوفيات التي تحصل في غرف العمليات أو العناية المركزة نتيجة الحوادث، حيث تصنف منظمة الصحة العالمية الوفيات لمدة شهر من الحادث، ما يعني أن العدد المسجل للوفيات يمثل فقط 48% من العدد الكلي حسب الدراسات الميدانية، مما يجعل الرقم الحقيقي للوفيات في المملكة يساوي 14306 تقريباً لعام 2012م.