يحمل الطفل في نفسه وعقله، التصرفات الإيجابية والسلبية معه من الآخرين، طيلة حياته، لذا ينبغي التعامل معه بإيجابية، كي يكون فاعلاً في المجتمع حينما يكبر. فمثلا، الأب إذا كان ذا علاقة ممتازة مع ابنه، يشجعه، يدفعه إلى الأمام، لا يضربه ولا يشتمه، وعندما يخطئ يعلمه الأمر الصحيح بطريقة جميلة، لا يذكر سلبياته أمام أقاربه أو أصحابه. والأم إذا كانت تزيد من ثقة ابنها في نفسه، تمدحه أمام أقرانه، وتشجعه على اتخاذ قراراته بنفسه، وتمنحه الفرص في إبداء رأيه، تعلمه طرق الاستئذان والشكر… إلخ. وكذلك المعلم إذا كان يرفع من معنوياته، يحفزه على المناقشة، وينمي لديه حب الاستطلاع والدراسة، يكرمه ويشكره، ويثني عليه في كل أمر حميد يقوم به، مع عدم استخدام العنف معه. لو استمرت التصرفات مع الطفل على هذه الحال، يعامل بالطريقة الصحيحة، إلى أن يبلغ، فماذا تعتقدون أن يصبح؟ والأهم ما هي إيجابياته التي سيقدمها لمجتمعه؟ هل سيكون ناجحا؟!.. بكل تأكيد «نعم»، سوف يصبح مميزاً في المجتمع، شخصية ذات نفوذ، ولديها نظرة ثاقبة.. منتجا وذا تفكير مميز. لو اعتمد في تربية كل طفل على كل تلك الإيجابيات السالف ذكرها، فسوف يصبح مجتمعنا منتجا ولا يعلى عليه، مجتمعا يضرب به الأمثال. لن نخسر شيئا أبدا إن ارتقينا في تعاملنا مع هذه الفئة بالغة الأهمية، فهي أساس بناء أي مجتمع ناجح.. لنرتقي في تعاملنا معهم لنرى ما يرضينا منهم غدا، والبداية بالجميل ستنتهي بالأجمل.