• لي طفل عمره خمس سنوات، لاحظت أن شخصية ضعيفة ولا يدافع عن نفسه إذا اقتضى الأمر، وحين يصرخ عليه أحد الأطفال يبكي، وإذا ضربه أحدهم يكتفي بالبكاء والصراخ، وحين أقول له دافع عن نفسك لا يسمع كلامي، وصار حين يضربه أحد يبكي ويكتفي بالصمت،خوفا من غضبي. وحتى لا ينشأ طفلي متأثرا بسلوكه، كيف أجعله يثق في نفسه، وما هي الطريقة المثلى لتربيته، مع العلم أن علاقتي به جيدة وأنا أحكي له القصص قبل النوم، وعلاقته بأبيه جيدة ويقضي الوقت معه ولا نحرمه من شيء، وتعاملنا معه جيد لا نفرط في تدليله ولا نحرمه من أي شيء فيه مصلحته. أم بدر جدة مشكلة طفلك أنه لم يعش في جو فيه عنف، فالواضح أنك ووالده تتعاملان معه بحب، وهذا الحب جعله يشعر بالأمان معكما، وهو من الأطفال الذي يخشون خسارة حب والديهم، بدليل أنه تعرض لضرب وسيلان دم ولم يخبرك خوفا منه على خسارة حبك ورضاك، ومع ذلك فأنا أخشى أن يكون ممن يتعرض لنقد زائد منك تحديدا، وهذا ربما أضعف ثقته بنفسه، والخطوات العملية لزيادة ثقته بنفسه أن تتحيني الفرصة المواتية لرؤية أي تصرف إيجابي منه مهما كان نوعه وحجمه، وعندها عليك أن تعززيه وتثني عليه وتكافئيه سواء بالكلمة الطيبة أو بحضن أو بقبلة أو بلمسة أو بأي صورة من الصور، كما أنه بحاجة إلى أن تلغي من تعاملك معه النقد الكثير، وأن لا ينقد أو يحاسب أمام الآخرين، وهو بحاجة أيضا إلى تنمية الاستقلالية لديه، والأمر الآخر المفيد جدا له أن يلتحق بنادي للكراتيه، وأن يتابعه والده ويشجعه ويدفعه لإتقان فنون القتال، وحين يصل إلى مستوى مقبول من ذلك ستجدينه صار أقدر على الدفاع عن نفسه، فربما كان خوفه من رد العدوان بعدوان مماثل خشيته من أن لا يستطيع الدفاع عن نفسه، لذا ستجدينه وبمجرد إتقانه لبعض مهارات الدفاع عن النفس سيقوى وسيكون قادرا على رد الضرب بضرب، وعندها عليك أن تكافئيه لو فعل ذلك، ولكن بشرط أن لا يتمادى هو ولا تتمادون أنتم بالموافقة على استمرار أسلوب العنف مع الآخرين، بمعنى أنكم بمجرد أن يصبح قادرا على الدفاع عن نفسه أوقفوا أسلوب رد الضرب بضرب مماثل، ومقابل، وعليه فقط أن يظهر لمن يحاول الاعتداء عليه أنه قادر على الدفاع عن نفسه، عندها سيستعيد ثقته بنفسه، وستذهب عنه عادة البكاء كلما ضربه أحد.