اقتحم إبراهيم الناصر مجال التصميم الإلكتروني بكل عزم، ولم يسمح للإعاقة أن تحد من إبداعه، فقد استطاع بروحه المرحة وحبه للحياة أن يبدع من منزله في التصميم، وقد فاز أحد تصاميمه في مسابقة أفضل موقع سياحي في المملكة، وحاز على جوائز عالمية. ويعاني الناصر من ضمور في العضلات أصابه وهو في عمر اثني عشر عاماً، فلا يستطيع تحريك أعضائه رغم سلامة جسده، حتى صار أسيراً للكرسي المتحرك، وترك المدرسة ولكنه لم يستسلم، بل تغلب على ذلك بدخول عالم التكنولوجيا والإنترنت، الأمر الذي مكنه من تحقيق نجاحات عالمية يعجز عن تحقيقها كثير من أقرانه، فقد تمكن من الفوز بأول تصميم لموقع سياحي يهدف إلى تعزيز الجذب السياحي ومنافسة مناطق المملكة وذلك من خلال ملتقى السفر والسياحة، كما أنه افتتح محلا لصيانة الأجهزة الإلكترونية، وأكمل مسيرة حياته وتزوج وتعلم عديدا من اللغات الأجنبية من خلال الإنترنت. وكانت أولى مبادرات الناصر في التصميم عبارة عن موقع يحاكي أهمية ترشيد المياه على مستوى الشرق الأوسط، فيما قدم قصة تحت شعار «لا تقل عني معاقا» يحكي قصته في تحدي الإعاقة، مؤكداً أن إعاقته أصبحت بمنزلة الداعم القوي له في تحدي جميع العقبات، وتحويلها إلى معززات. وشدد على ضرورة مساعدة ذوي الإعاقة في الحصول على حقوقهم، وعدم النظر إليهم بشفقة، فهي النظرة السائدة من المجتمع تجاه المعاق، وهو في غنى عنها، فهم شريحة من المجتمع لهم قدرات لا يستطيع الآخرون الحصول عليها. ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية المعاقين سعدون السعدون أن الجمعية ترحب باحتضان موهبة إبراهيم الناصر، موضحاً أن كثيرا من ذوي الاحتياجات الخاصة موهوبون ويملكون قدرات عالية وإبداعات كبيرة، مشيرا إلى أن العناية بهم ودعمهم يدفع الحماس فيهم، ويفجر إبداعهم ليحققوا الإنجازات، فلا مستحيل مع الإرادة والطموح وقد جاء تكريم الناصر على أول تصميم سياحي، ليثبت أن ذوي الإعاقة مبدعون ومتفوقون وقادرون على خدمة وطنهم وكل ما يحتاجونه هو العناية والاحترام والتقدير من قبل المجتمع. وأضاف مدير جمعية المعاقين عبداللطيف الجعفري أن الناصر يمتلك قدرات هائلة لا يستطيع أقرانه الوصول إليها، مبيناً مشاركته في معظم برامج الجمعية، إذ أصبح مثالا يحتذي به كل شخص من فئة ذوي الإعاقة في تجاوز الصعاب وتحدي الحياة، حيث يمتلك حسا إبداعيا في التصميم والإخراج، مؤكداً أن ذوي الإعاقة لديهم قدرات ومواهب عالية بحاجة إلى تنميتها وتشجيعها تفوق إبداع أقرانهم من المتعافين.