أحبطت تصريحات هيئة الطيران المدني بخصوص إنشاء مطار في محافظة القنفذة، آمال وتطلعات الأهالي الذين كانوا ينتظرون هذا الصرح منذ فترة طويلة. التصريحات التي جاءت بوقف خطة إنشاء مطار في محافظة القنفذة وقعت على البعض وقع الشعور بالخيبة، خاصة أن التبريرات التي ساقتها الهيئة غير مقنعة للكثيرين. فقد كان نحو نصف مليون مواطن ومقيم من سكان محافظة القنفذة ومراكزها والمراكز والمحافظات المجاورة لها، ينتظرون تحركاً لهيئة الطيران المدني في سبيل تنفيذ مشروع مطار القنفذة الذي مضى على اعتماده من قبل المقام السامي أكثر من أربع سنوات. وكانت كل التوقعات وبحسب تصريحات سابقة لمسؤولي هيئة الطيران المدني تشير إلى أن المشروع سيتم الانتهاء منه نهاية هذا العام (1434ه) حسب تصريح الهيئة في عام 1431ه، إلا أن كل هذه التكهنات والتوقعات تلاشت أمام تصريح هيئة الطيران المدني بأن القنفذة ليست بحاجة إلى مطار، وعلى أهلها وساكنيها التوجه إلى مطار الباحة الذي لا يبعد سوى 160 كيلو متراً عن محافظة القنفذة. «الشرق» وقفت على معاناة الأهالي، والتقت بعدد من المسؤولين من أبناء المحافظة، وتعرفت على مطالباتهم بتعجيل إنشاء مطار يرون أنه حيوي. بداية يقول عضو مجلس الشورى د. أحمد الزيلعي ل «الشرق»: تم التصويت والموافقة على إنشاء مطار في القنفذة بمجلس الشورى في عام 1427ه، وتم الرفع بذلك للمقام السامي، ليصدر بعد ذلك أمر ملكي كريم باعتماد مطار لمحافظة القنفذة، وهو الأمر الذي أفرح الجميع في القنفذة. ومشروع المطار لن يخدم القنفذة فقط، بل هناك محافظات تحيط بها مثل محايل، المجاردة، بارق، المخواة، وسيستفيد الجميع من هذا المطار، مشيراً إلى أن هذا القرار تأخر كثيراً؛ لأنه مشروع تنموي وحضاري، وله أبعاد اقتصادية واستثمارية وتجارية وجوانب كثيرة يجب مراعاتها. وأضاف الزيلعي: تاريخياً كان هناك ميناء في القنفذة، وهو الأمر الذي يعطي مدلولاً على أهمية هذه المحافظة عن غيرها من المحافظات، ولذلك أنا أستغرب من تصريح رئيس هيئة الطيران المدني، عندما ذكر أن القنفذة لا تحتاج إلى مطار بحكم قربها من مطار الباحة، وهنا يجب أن يعلم الجميع أن مطار الباجة يبعد عن مدينة الباحة نفسها ما يقارب 70 كيلو متراً، فكيف بمحافظة القنفذة؟! أضف إلى ذلك أن محافظة القنفذة بها كثير من المراكز، ولو أخذنا المسألة حسابياً فإن المسافة من مركز حلي التابع لمحافظة القنفذة جنوبا ومنطقة الباحة تتجاوز 250 كيلومتراً. كما أن المسافة ما بين الباحة والقنفذة تفصلها (عقبات) وجبال وطرق جبلية يستصعبها الكثير من أهالي محافظة القنفذة، وهي المنطقة الساحلية. وتابع الزيلعي: أحدث مطار تم افتتاحه من قبل هيئة الطيران المدني هو مطار العلا، والمسافة ما بين العلا والوجه التي هي الأخرى بها مطار لا تتجاوز 140 كيلو متراً، على الرغم من أن المنطقة سهلية ولا تقارن كثافتها السكانية بكثافة القنفذة. وقال: إذا كانت هيئة الطيران المدني تحتج بالمسافة ما بين الباحة والقنفذة فهذه حجة واهية، أما إذا كان هناك سبب آخر لصرف النظر عن مشروع المطار فأتمنى أن يوضح هذا الأمر بكل شفافية، لا أن يعيش الأهالي على وعود مسؤولي هيئة الطيران المدني. مؤكداً أن مشروع مطار القنفذة تنموي كبير، ويجب أن يتم البدء بإنشائه حتى لو بإنشاء البنية التحتية له وإنشاء المرافق الخاصة وإعطاء الفرصة لشركات الطيران لتشغيله، خصوصا أن هيئة الطيران المدني قد منحت عدداً من رخص النقل في السعودية لعدد من شركات الطيران. ويقول عبده محمد القوزي: إن تصريح رئيس هيئة الطيران المدني بصرف النظر عن مشروع المطار كان كالفاجعة التي أصابت الجميع في القنفذة، خصوصا أن هذا التصريح سبقته كثير من التصريحات التي تفيد بأن مسألة البدء بعملية تنفيذ المشروع باتت مسألة وقت. وقال القوزي: هناك كثير من اللجان التي وقفت على عدد من المواقع في القنفذة لتحديد أرض للمطار التي من ضمنها لجنة من الطيران المدني وكل هذه اللجان أكدت حاجة القنفذة للمطار، ولذلك نحن نتمنى أن يتم البت في هذا الموضوع؛ لأنه بات هماً لكل الأهالي في القنفذة. أما رئيس المجلس البلدي في القنفذة محمد عبدالرحمن بامهدي فقال: لم يعد هناك ما يشفع لمسؤولي الهيئة بعدم البت في مشروع مطار القنفذة، فكل الأعذار قد تم تمريرها للأهالي، وقال: مسألة تنفيذ المطار في القنفذة باتت حاجة ملحة للجميع، والطرق البرية قد أخذت من أبنائنا وبناتنا الكثير، ولم نعد قادرين على الصبر أكثر من ذلك، ونحن ما زلنا ننتظر أن تتراجع هيئة الطيران المدني عن قراراها بصرف النظر عن مشروع مطار القنفذة، وقال: تفاءلنا كثيراً بوعد رئيس الهيئة لنا بزيارته للقنفذة، وما زلنا في انتظار هذه الزيارة التي ستعرفه ومنسوبي الهيئة على الحاجة الكبيرة لمشروع المطار في القنفذة. من جهته علق عضو لجنة التنشيط السياحي في القنفذة عبدالرحمن حلواني بقوله: محافظة القنفذة من المحافظات التي تحظى بكثير من المميزات التي تميزها عن غيرها من المحافظات، وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي، وهناك كثير من المشاريع الاستثمارية والسياحية التي أنشئت في هذه المحافظة، ولقيت نجاحاً منقطع النظير، وقال: هناك حركة إقبال كبيرة من قبل الزوار والسياح، مشيراً إلى أن وجود مطار في القنفذة سيساهم كثيراً في رفع نسبة الإقبال وفي جذب المستثمرين للمحافظة، الذين بات أمر موافقتهم على الاستثمار مقروناً بوجود مطار يسهل عليهم الحركة ذهاباً وإياباً. وفي تصريحه ل «الشرق» قال محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي: إن مشروع المطار هو أحد أهم المشاريع التي تنتظرها المحافظة، ويحظى بمتابعة من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، مؤكداً أن المشروع سيرى النور قريباً. بدورها حاولت «الشرق» طوال الفترة الماضية، وحتى ساعة كتابة هذا التقرير التواصل مع المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد الخيبري للتعليق على الموضوع من خلال الاتصال وإرسال الرسائل لكنه لم يرد على كل الاتصالات والرسائل.