كشف نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، عبدالحميد الجلاصي، عن حالةٍ من الغليان والقلق داخل الكتلة النيابية للحركة نتيجة الخيارات التي انتهجتها من أجل إنجاح المسار الانتقالي. وقال الجلاصي إن الخيارات التي تبنتها القيادة السياسية للحركة أي التخلي عن الحكومة مقابل استكمال المسار خيارات لم ترض مختلف قياديي الحركة، واعتبر أنه على الجميع إدراك حجم هذه التضحيات التي أقدمت عليها النهضة من منطلق مسؤوليتها الوطنية بغرض إنجاح المسار الانتقالي. وعن الاستقالات داخل الحركة، أكد الجلاصي أن النهضة حركة بشرية وليست مغلقة على نفسها وفيها تنوع كبير وأنه من حق أي فرد منها أن ينسحب، وأضاف «ليس لدينا قوالب سكر بل لدينا حركة فيها حوار ونقاش، واليوم حركة النهضة فيها استقالات وغداً يمكن أن تحصل استقالات أخرى». أمنياً، ذكرت مصادر رفيعة أن تونس رفضت وجود قوات أمريكية على أراضيها، وأشارت المصادر إلى استعداد الجيش التونسي لحماية ومراقبة حدود البلاد خاصة الجنوبية مع ليبيا. وأوضح مصدر مطلع ل «الشرق» أن زيارة القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، الجنرال ديفيد رودريغيز، إلى تونس مؤخراً كانت بغرض جس نبض القيادة العسكرية التونسية بخصوص فكرة المشاركة في تأمين الحدود مع ليبيا بالإضافة إلى عقد صفقات أسلحة. وتابع المصدر أن تونس رفضت جملةً وتفصيلاً وجود أي عسكري أمريكي على التراب التونسي وأبدت استعدادها وقدرتها على حماية حدودها دون وجود أجنبي. وبيَّن المصدر أنه من المنتظر أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة نشر قوات مارينز على طول الشريط الحدودي بين تونس وليبيا والجزائر لكن فوق التراب الليبي، فيما تعمل القوات التونسية والجزائرية على حماية الحدود من جانبها. في السياق نفسه، صرح الصحفي التونسي المختص بشؤون المغرب العربي والحركات الإسلامية، باسل ترجمان، أن القاعدة أعلنت الحرب في ليبيا وأصبحت تمثل خطراً على منطقة البحر الأبيض المتوسط. وحذر ترجمان من أن القاعدة باتت تملك أعداداً كبيرة من المقاتلين والأسلحة المتطورة، لافتاً النظر إلى أن المواجهات المسلحة بين المجموعات المتطرفة والقوات المسلحة الليبية جاءت كنوع من رد الفعل على إلقاء القبض على أبو أنس الليبي من قِبَل جهاز المخابرات الأمريكي. وأضاف باسل ترجمان أن الليبي عبدالحكيم بلحاج هو من كلف التونسي هيثم التاجوري بعملية اغتيال السياسي التونسي البارز شكري بلعيد وأن التاجوري هو المسؤول عن عملية الاغتيال من ألفها إلى يائها، لافتا النظر إلى أن عبدالحكيم بلحاج يشرف بشكل مباشر على كل العمليات الإرهابية التي قام بها تنظيم القاعدة وتنظيم أنصار الشريعة. وأشار إلى أن المعلومات التي وردت من خلال تسريبات قضائية تفيد بأن أبو أنس الليبي كان مكلفاً من قِبَل أيمن الظواهري بتوحيد الجماعات الإسلامية في بلاد المغرب العربي ووضعها تحت سيطرة عبدالحكيم بلحاج.