قال مسؤول كبير بحزب النهضة الاسلامي الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس امس ان الحكومة وافقت على خطة للاستقالة بعد مفاوضات مع المعارضة تبدأ مطلع الاسبوع الحالي وتستمر ثلاثة اسابيع لاتاحة المجال لحكومة انتقالية تقود البلاد الى انتخابات جديدة. والمفاوضات المباشرة بين الائتلاف الحاكم والمعارضة قد تنهي اسوأ ازمة سياسية في البلاد التي تكافح للحفاظ على الديمقراطية الوليدة بعد ان اطلقت شرارة الانتفاضات في العالم العربي قبل عامين ونصف العام حين اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. من جهة ثانية كشف خبير عسكري تونسي عن تخطيط كتائب جهادية تابعة لتنظيم انصار الشريعة ومقاتلين مرتزقة لاجتياح الجنوب التونسي انطلاقا من الأراضي الليبية. وأفاد محمد صالح الحيدري وهو عقيد اركان حرب متقاعد على قناة نسمة الخاصة مساء الجمعة، بأن كتائب تابعة لتنظيم انصار الشريعة خططت لاجتياح الجنوب التونسي بمعية مقاتلين ليبيين ومرتزقة ضمن قوة تعد نحو 10 آلاف مقاتل انطلاقا من الاراضي الليبية. وقال الحيدري "هناك مصادر وأدلة ثابتة وموثقة بوزارة الداخلية تؤكد هذا المخطط". كان وزير الداخلية لطفي بن جدو كشف ، في تصريحات لاذاعة محلية في وقت سابق هذا الاسبوع ، عن ان قوات الامن التونسية أحبطت بالفعل مخططا لتنظيم انصار الشريعة المصنف تنظيما ارهابيا كان يهدف لتقسيم البلاد الى ثلاث إمارات اسلامية بالشمال والوسط والجنوب. وأضاف بن جدو أن هذا المخطط كان يتم التحضير له عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات في عدة مدن تونسية. وأوضح أن خطة الاجتياح للجنوب التونسي "تبدأ بتنفيذ 50 عملية تفجير في كامل تراب الجمهورية وخاصة بالعاصمة بهدف ارباك الجيش والأمن". وأشار إلى أن الهدف الاول من هذه العمليات هو تشتيت جهود المؤسسة العسكرية والأمنية والتمهيد للهجوم على الجنوب عبر ليبيا، لافتا الى ان الخطورة تكمن في استحواذ هذه الكتائب على جزء من الترسانة الكيميائية التي تركها جيش العقيد الراحل معمر القذافي. وقال الخبير الأمني ناصر بن سلطانة رئيس الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية للامن الشامل في تصريحات بثتها محطة نسمة الخاصة إن هناك اكثر من 3500 مقاتل تونسي كانوا يقاتلون في سورية وهم يتدربون الآن في منطقة درنة بليبيا. ورجحت عدة تقارير تواجد زعيم تنظيم انصار الشريعة بتونس سيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض ، المطلوب للأجهزة الامنية ، على الأراضي الليبية. وأضاف بن سلطانة "منطقة درنة هي قندهار ليبيا اذ تتشابه معها في تنظيمها الاداري وتتواجد بها تشكيلات أمنية موالية لعبد الحكيم بلحاج". لكن بن سلطانة استبعد امكانية شن هجوم على تونس عبر الأراضي الليبية لسبب خضوع المنطقة لمراقبة القوى الغربية والجزائر وتحليق مستمر للطائرات بدون طيار، مع تواجد الكتائب في منطقة بعيدة نسبيا عن الحدود التونسية.