قال سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، إن «المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خطر البرنامج الإيراني النووي إذا فشلت الولاياتالمتحدة والمملكة البريطانية والدول الكبرى في وقف هذا البرنامج الخطير». وأكد الأمير محمد بن نواف، في مقابلة نشرتها صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس الأول السبت، أن جميع الخيارات لاتزال متاحة لبلاده في التصدي لخطر برنامج طهران النووي، واصفاً اندفاع أمريكا لضم طهران ضمن تحرك لإعادة تقييم واسعة للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة ب «الأمر الغامض». وذكر السفير السعودي أن سياسة التهدئة الدولية مع إيران حول برنامجها النووي لم تنجح في الماضي، مستبعداً نجاحها في القرن الحادي والعشرين، ومحملاً دول الغرب تبعات ما وصفها ب «الصفقة» التي تتم بين الغرب وإيران حول الملف النووي وأوضاع المنطقة. وقال الأمير محمد بن نواف، خلال مقابلته مع الصحيفة البريطانية حول الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، إن «المنطقة برمتها ستعاني من هذه الأسلحة، وما يحدث هو أن الجميع يتحدث عن إيران، ولكن إسرائيل عليها أن تثبت أن برنامجها النووي سلمي، وهو ما نطلبه من الإيرانيين أيضاً». كما نبَّه إلى وجوب تحرك المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل والتوقيع على معاهدة منع الانتشار، وقال: «إن فكرة إدخال هذه الأسلحة في المنطقة غير مقبولة لدينا، ومبدأ الأمن الكلي هذا هو حلم، إذ ليس هناك شيء كهذا، فإن الأمن الكلي لبلد ما هو عدم الأمن لبلد آخر، وهذا يجب أن يُفهَم». ورغم الاتفاق بين إيران ومجوعة 5+1 أمس في جنيف، برزت خلافات بين طهرانوالولاياتالمتحدة حول مسألة تخصيب اليورانيوم، حيث أكدت واشنطن أن الاتفاق لا يتضمن إشارة إلى «حق إيران في تخصيب اليورانيوم» فيما تؤكد طهران العكس. وبعد عدة ساعات من تعرقل المفاوضات، تم أخيراً الإعلان عن اتفاق. وتلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، محاطة بجميع الوزراء الذين شاركوا في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في مقر الأممالمتحدة في جنيف، بياناً مشتركاً يعلن التوصل إلى «اتفاق حول خطة عمل». وقالت أشتون «توصلنا إلى اتفاق على خطة عمل»، وإلى جانبها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وبعدها تصافح وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 «الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا» مع ظريف للتهنئة بالاتفاق. وفي إشارة إلى مضمون الاتفاق الذي لم تشأ الخوض في تفاصيله، اعتبرت أشتون «أنه من السوء دوماً أخذ مسألة ومحاولة تحديد موقع لها بطريقة ما». بدوره، دافع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن الحل الانتقالي الذي توصلت إليه القوى العالمية مع إيران. وقال كيري إن بلاده مع شركائها «لم تكن ساذجة» في المفاوضات التي أجرتها مع إيران مؤكداً، في مقابلة مع محطة (سي. إن. إن) الأمريكية «نحن لا نختلق أوهاماً لأنفسنا». وأضاف الوزير الأمريكي: «سنُبقي على عيوننا مفتوحة»، لافتاً إلى أنه وفقاً للاتفاق سيظل جزء كبير من العقوبات ضد إيران قيد التنفيذ، واستطرد كيري في حديثه قائلاً: إنه على إيران الآن أن تثبت أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. وقال كيري إنه ليس من المهم مسألة ما إذا كان يثق في الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، لكن المهم هو اتخاذ خطوات تفقدية «وسوف نتحقق، نتحقق، نتحقق» مؤكداً أنه تم ضمان «ألا يتم خداع أحد». أبرز النقاط الواردة في الاتفاق الانتقالي الذي أبرم أمس بين طهران ومجموعة القوى العظمى حول البرنامج النووي الإيراني: الاتفاق يخفف بعض هذه العقوبات مقابل قيام إيران بخفض نشاطات برنامجها النووي وفتحه أمام عمليات تفتيش دولية أوسع لمدة ستة أشهر، وفي الوقت نفسه يجري التفاوض على حل كامل، ولا يشير النص إلى حق محتمل لإيران في تخصيب اليورانيوم. وينص على أن إيران ستتخذ الإجراءات التالية بشكل طوعي للحد من التخصيب وهي: بالمقابل تلتزم الدول العظمى الست بتخفيف العقوبات على الشكل التالي: