اعتاد كثير من الأفراد على تدخين التبغ سواء من خلال السجائر أو عن طريق «الشيشة»، التي تُكتب فيها قصص وأشعار لكثرة أنواعها وتصميمها، إذ تختلف الشيشة عن السجائر، فالسيجارة معروف شكلها وحجمها وعددها وكميتها، لكن هذه العجيبة «الشيشة» اختلفت أنوعها وأشكالها وطرق تدخينها. للشيشة تاريخ طويل على مر العصور، تسمى «النرجيلة» وفي بعض اللهجات نقول «الأركيلة»، لكن مع كل ذلك الاختلاف، نجد أنها مستمرة وما زالت تستخدم على الرغم من التقدم والتطور الذي نعيش فيه. تُعد الشيشة من التراث الاجتماعى الذي يحبه البعض ويكرهه آخرون نظراً للأضرار الناجمة عنها، التي تعود بالسلب على صحة الفرد، لما للتدخين من أضرار صحية جسيمة. في العصر الحالي انتشرت الشيشة بشكل واسع وشامل، واقتحمت مراحل عوالم عمرية صغيرة، حيث تجد عديداً من صغار السن يُقْدِمون على تدخينها، والتباهي بتقليدهم الكبار، أو لمجرد شعورهم بأنهم كبار إرضاء لرغباتهم ونزواتهم. أيضاً تجد أن الشيشة اقتحمت عالم النساء، فتجد في كثير من الحالات سيدات تدخنها بشراهة وتداوم على ذلك ولا تستطيع الإقلاع عنها. الحديث عن الشيشة لا ينتهي، لكن العجيب في الأمر هو أمر المقاهي التي تقدم الشيشة كطلبات في قائمة الطلبات، فتلك لها تصاريح وأوراق رسمية، وعندها يكون تدخين الشيشة بشكل رسمي وقانوني ومطابق للمواصفات والاشتراطات. حقيقة الأمر عجيب، الشيشة المطابقة للمواصفات والاشتراطات.. نعم. في تقرير صحفي رائع نشرته «الشرق» في عددها ليوم السبت 12 محرم الجاري، يتحدث عن الشيشة، لفت انتباهي أن أمانة المنطقة الشرقية في محافظة الجبيل تلاحق مقاهي الشيشة باشتراطات صحية جديدة، فتعجبت من الأمر وقلت: هل الشيشة لها اشتراطات صحية وهي في الأساس ضرر بالصحة؟! نعم.. فالأمر يتعلق باشتراطات الصحة الخاصة بمن هم ليسوا مدخنين، فالأمانة تعمل من أجل هؤلاء، فيلاحقون المقاهي، ويحاولون إبعادها عن حيز ونطاق الأشخاص غير المصابين بإدمان تدخينها. حقيقة، تلك هي الأفعال الرائعة التي تعودنا عليها دائماً من قبل أمانة المنطقة الشرقية في أفعالها وقراراتها التي تعمل دائماً في صالح الجميع. أخيراً.. وداعاً لكِ يا شيشة في أوساط من هم غير مدخنين، وأهلا ومرحبا بكِ في المناطق المخصصة، والمعدة لذلك، مثل المصانع والورش، بمعنى أصح إلى خارج الحيز العمراني، فالمواقع البعيدة عن العمران هي المكان المخصص لانتشار التلوث الدخاني، ويتناسب مع ذلك الفعل، الذي نتمناه أن يكتب الإقلاع عنها لمن ابتلي بها في القريب العاجل، قبل النقل خارج الحيز العمراني.