سيطر مقاتلو المعارضة، بينهم عناصر من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، على حقل نفطي استراتيجي شرق سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن مقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة سيطروا على حقل العمر النفطي بشكل كامل، عقب اشتباكات مع القوات النظامية، استمرت منذ ليل أمس الأول حتى فجر أمس. وأشار المرصد إلى أن الحقل «يعد أكبر وأهم حقل نفط في سوريا»، لافتاً إلى أن «القوات النظامية تكون بذلك فقدت السيطرة على حقول النفط في المنطقة الشرقية بشكل كامل». وكان الجيش السوري انسحب في نوفمبر 2012 من حقل العمر النفطي أحد آخر مواقعه في الشرق القريب من العراق، بحسب المرصد. وحقق المعارضون المسلحون عديداً من النقاط من خلال السيطرة على هذه المنشأة الاستراتيجية ومد سيطرتهم في الشرق السوري الذي يسيطرون على مناطق واسعة منه. وأظهر شريط فيديو بثَّه ناشطون على الإنترنت المقاتلين وهم يتجولون عند مدخل الحقل النفطي، فيما يقود آخرون دبابة تابعة للنظام قاموا بالاستيلاء عليها بعد انسحاب قواته. وقال أحد النشطاء في الشريط إن مقاتلي المعارضة استولوا خلال العملية على سبع دبابات للنظام. وكان مقاتلو المعارضة استولوا في العام الماضي على أول حقل نفطي، ومنذ ذلك الحين بدأت المجموعات الناشطة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في بيع إنتاج النفط في السوق السوداء. وأعلنت السلطات السورية في أغسطس أن إجمالي إنتاج النفط في سوريا تراجع خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 90 % عما كان عليه قبل اندلاع الأزمة، ليبلغ خلال الأشهر الستة الأولى من السنة 39 ألف برميل يومياً، مقابل 380 ألفاً قبل منتصف مارس 2011. وعزت السلطات ذلك إلى «سوء الأوضاع الأمنية في مناطق وجود الحقول والاعتداءات التي تعرضت لها من حرق وتخريب، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية» التي تفرضها الدول الأوروبية والولايات المتحدة على استيراد وتصدير النفط إلى ومن سوريا. وتقع غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها، وباتت في معظمها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو المقاتلين الأكراد. في سياقٍ آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين قُتِلُوا أمس السبت في قصف جوي حول مدينة حلب. وأضاف المرصد الموالي للمعارضة، إن ست غارات على الأقل شُنَّت على ضواحي حلب وبلدات قريبة، وتابع: إن عشرات الأشخاص أصيبوا. وقال مدير المرصد إن بعض الغارات في حي طريق الباب استهدفت على ما يبدو مقرات مقاتلي المعارضة، ولكن بدلاً من ذلك سقطت الصواريخ في شارع مزدحم ما أوقع عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين. بدورها، أفادت قناة الإخبارية السورية أن سيارة وزير المصالحة السوري، علي حيدر، تعرضت لإطلاق نار وسط البلاد ما أسفر عن مقتل سائقه، مشيرة إلى أن الوزير لم يكن داخل سيارته. ونقلت الإخبارية عن مصادر لم تسمِّها في شريط إخباري عاجل أن «وزير المصالحة علي حيدر لم يكن في سيارته عندما تعرضت لإطلاق نار على طريق مصياف القدموس (وسط)»، مؤكدة «استشهاد سائقه».