قتل ما لا يقل عن 29 شخصاً بينهم امراة وطفلة خلال غارات شنتها قوات النظام السوري امس على احياء في مدينة حلب وريفها، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً واصابة العشرات بجراح اثر القصف من طائرة حربية على حي طريق الباب الواقع في شرق مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية منذ اكثر من عام. وأشار المرصد الى تعرض حي كرم البيك لقصف من قبل القوات النظامية، لافتاً الى وقوع قتلى وسقوط جرحى، دون أن يزود بأية حصيلة. كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف، الواقعتين شمال شرق المدينة، ما ادى الى مقتل 15 مواطنا بينهم سيدة وطفلة. واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت "مجزرة رهيبة" في طريق الباب تبين عددا من الاشخاص متجمعين على كوم من الركام بعد انهيار مبنى على الاقل، فيما يحاول آخرون البحث عن ناجين تحت الانقاض. ويظهر شريط اخر عددا من الاشخاص وهم يطفئون النار في حافلة صغيرة وسط الركام. كما اورد المرصد من جهة ثانية "مقتل ما لا يقل عن 5 جنود نظاميين اثر كمين للكتائب المقاتلة في قرية تيارة صباح اليوم -أمس- (السبت)". وبعد اكثر من عام على اندلاع المعارك فيها، انقسمت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسورية، بين مناطق يسيطر عليها المقاتلون واخرى تحت سيطرة النظام. وتنفذ قوات النظام مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني، الحليف الرئيسي للنظام السوري، هجمات متتالية منذ شهر على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب. واستولت قوات النظام خلال الاسابيع الاخيرة على بلدات تل عرن وتل حاصل والعزيزية والدويرنة ومحيطها، الامر الذي من شأنه ان "يتيح تأمين حماية مطار حلب الدولي" المغلق منذ سنة بسبب المعارك في محيطه. حسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. وينوي الجيش متابع طريقه نحو شرق مدينة حلب. من جهة ثانية سيطر مقاتلو المعارضة بينهم مقاتلون من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على حقل نفطي استراتيجي شرق سورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. .دمار كبير خلفته غارات النظام على أحياء حلب (رويترز) وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس "سيطر مقاتلو جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة على حقل العمر النفطي بشكل كامل، عقب اشتباكات مع القوات النظامية، استمرت منذ ليل أول من أمس حتى فجر امس (السبت)". وأشار المرصد الى ان الحقل "يعد أكبر وأهم حقل نفط في سورية" لافتا الى ان "القوات النظامية تكون بذلك قد فقدت السيطرة على حقول النفط في المنطقة الشرقية بشكل كامل". وكان الجيش السوري انسحب في نوفمبر 2012 من حقل العمر احد آخر مواقعه في الشرق القريب من العراق ، بحسب المرصد. وحقق المعارضون المسلحون العديد من النقاط من خلال السيطرة على هذه المنشأة الاستراتيجية ومد سيطرتهم في الشرق السوري الذي يسيطرون على مناطق واسعة منه. واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت المقاتلين وهم يتجولون عند مدخل الحقل النفطي، فيما يقود اخرون دبابة تابعة للنظام قاموا بالاستيلاء عليها بعد انسحاب قواته. وقال احد النشطاء في الشريط ان مقاتلي المعارضة استولوا خلال العملية على سبع دبابات للنظام. وكان مقاتلو المعارضة قد استولوا في العام الماضي على أول حقل نفطي، ومنذ ذلك الحين بدأت المجموعات الناشطة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة ببيع انتاج النفط في السوق السوداء. وأعلنت السلطات السورية في اغسطس ان اجمالي انتاج النفط في سورية تراجع خلال النصف الاول من هذا العام بنسبة 90 بالمئة عما كان عليه قبل اندلاع الازمة، ليبلغ خلال الاشهر الستة الاولى من السنة 39 ألف برميل يوميا، مقابل 380 ألفا قبل منتصف مارس 2011. وعزت السلطات ذلك نتيجة "سوء الاوضاع الامنية في مناطق تواجد الحقول والاعتداءات التي تعرضت لها هذه الحقول من حرق وتخريب، بالاضافة الى العقوبات الاقتصادية" التي تفرضها الدول الاوروبية والولايات المتحدة على استيراد وتصدير النفط الى ومن سورية. وبلغت قيمة الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي اصابت قطاع النفط في سورية، الذي كان يشكل ابرز مصدر للعملات الاجنبية في سورية، منذ بداية الازمة المستمرة في البلاد، نحو 17،7 مليار دولار اميركي. وتقع غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها، وباتت في معظمها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة او المقاتلين الاكراد.