استدعت مصر أمس السبت سفير تركيا في القاهرة لإبلاغه بأنه بات «شخصاً غير مرغوب فيه» بعد تصريحات لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أدان فيها قمع السلطات المصرية الجديدة الإسلاميين. من جهة أخرى، لن يعود السفير المصري الذي استُدعِيَ لبلاده في 15 أغسطس الماضي إلى أنقرة، وأعلنت الخارجية المصرية أن مستوى التمثيل الدبلوماسي في أنقرة خُفِضَ وسيكون على مستوى قائم بالأعمال. وردت تركيا بإعلان السفير المصري لدى أنقرة، الذي استدعته القاهرة في أغسطس للتشاور، شخصاً غير مرغوب فيه. وقال الرئيس التركي، عبدالله جول، على الهواء مباشرة في قناة (تي.آر.تي) التليفزيونية الرسمية «أتمنى أن تعود علاقتنا مرة أخرى إلى مسارها». وقالت وزارة الخارجية التركية في بيانٍ لها «يحزننا هذا الوضع، لكن المسؤولية أمام التاريخ تعود إلى الإدارة المؤقتة في مصر التي وصلت إلى السلطة في ظروف انقلاب الثالث من يوليو غير العادية». وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو بعد ثلاثة أيام على نزول ملايين المصريين إلى الشارع للمطالبة برحيل الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في البلاد؛ لاتهامه بالسعي إلى أسلمة المجتمع بالقوة وبالسعي إلى إحكام السيطرة على السلطة لصالح جماعة الإخوان المسلمين. وتم أمس السبت استدعاء السفير التركي، حسين عوني بوتسلي، إلى وزارة الخارجية لإبلاغه بأنه «يعتبر شخصاً غير مرغوب فيه، استنكاراً لتصريحات رئيس الوزراء التركي الأخيرة مساء يوم 21 نوفمبر الجاري حول الشأن الداخلي في مصر، التي تمثل تدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد فضلاً عما تتضمنه هذه التصريحات من افتراءات وقلب للحقائق وتزييف لها بشكل يجافي الواقع منذ ثورة يونيو» كما قال المتحدث باسم الوزارة بدر عبدالعاطي. وأردوغان الإسلامي المحافظ والقريب من مرسي والإخوان المسلمين كان الأشد انتقاداً في الخارج للقمع الذي نفذته السلطات الجديدة في مصر. واعتباراً من 15 أغسطس غداة تفريق بالقوة تجمعات لأنصار مرسي في القاهرة أوقعت بحسب مصدر رسمي أكثر من 600 قتيل، أدان أردوغان ما سمّاه «المذبحة الخطيرة جدا» التي تعرض لها المتظاهرون. وفي اليوم نفسه أعلن البلدان استدعاء سفيريهما لإجراء مشاورات، وكان السفير التركي عاد إلى القاهرة مطلع سبتمبر ولم يعد السفير المصري أبداً إلى أنقرة. وكانت أنقرةوالقاهرة ألغتا أيضاً مناورات بحرية مشتركة مقررة في أكتوبر.