ربما هرول بعضكم للحروف التي ستجري تحت جسر العنوان، طمعاً في الفضائح، لكن هيهات، سأصيبكم بالغم هذا اليوم. حكى الإمام مالك بن دينار أوبته لله فقال: بدأت حياتي ضائعاً سكيراً حتى اشتقت للزواج، فرزقني الله بطفلة كلما كبرت زاد إيماني، وحين أكملت الثالثة من عمرها، ماتت. جاء شيطاني وقال: لتسكرنّ سكرة ما سكرت مثلها قط. ظللت أشرب حتى تقاذفتني الأحلام، رأيتني يوم القيامة والمنادي يقول: هلمّ للعرض على الجبّار، ثم رأيت ثعباناً يجري نحوي، فلذت برجل عجوز لينقذني. قال: أنا ضعيف، اهرب هذه الناحية لعلك تنجو، جريت والثعبان خلفي فوجدت النار، فقلت: أأهرب من الثعبان للنار؟! عدت مسرعاً والثعبان يقترب وقلت للرجل: أنقذني، فبكى رأفة بحالي وقال: أنا ضعيف، اجرِ تجاه الجبل لعلك تنجو، فرأيت على الجبل أطفالاً يصرخون: يافاطمة أدركي أباك. أخذتني ابنتي ودفعت الثعبان وأنا ميت من الخوف، ثم جلست في حجري وقالت: ياأبت، ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله؟! سألتها: أخبريني عن الثعبان؟! قالت: هذا عملك السيئ. سألتها: والرجل الضعيف؟! قالت: ذلك العمل الصالح، أضعفته حتى بكى لحالك، ولولا أنجبتني ومتُّ صغيرة، ما نفعك شيء. استيقظ بن دينار من نومه فاغتسل وخرج للفجر، وحين دخل المسجد فوجئ بالإمام يتلو ذات الآية: “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله”؟! اشتهر بن دينار ببكائه وهو يقول: “إلهي أنت وحدك يعلم ساكن الجنة من النار، فأي الرجلين أنا”؟! وأي الرجلين أنت أيها القارئ؟!