الكتاب: سين...! نحو سيرة ذاتية ناقصة. المؤلف: سعدية مفرح. الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت. سنة الطبع: 2011م تنعطف الشاعرة سعدية مفرح براحلة الكلام نحو محاولة أولية لكتابة سيرتها الذاتية، بعد أكثر من سبعة دواوين شعرية، والعديد من كتب النثر والسرد، ولكن بطريقة غير تلقيدية، فهي تحافظ على النسيج الواقعي مع إضفاء لغة أدبية شعرية، وذلك من خلال كتاب أصدرته بعنوان “سين” نحو سيرة ذاتية ناقصة، أما سبب تسمية الكتاب ب”سين”، فلأنه يحتوي على حوارات كانت منتديات على الإنترنت قد أجرتها مع الشاعرة. بدأ الكتاب بمقطوعة شعرية تضمنت محتوى ما سيأتي لاحقاً في صفحات الكتاب ومبينة المنهج الذي ستسير عليه: السؤال نفسه يباغتني كلما وضعت قدمي على طرف الإجابة المحتملة ص(9) تلتها مقدمة تحت عنوان “سين وحسب..، تشير إلى دوافع إخراج هذا الكتاب إلى حيز الواقع، وطريقة جمع مادته. وارتكز الكتاب في مضمونه ومحوره الأساسي على مجموعة من الأسئلة المتوافقة في مضمونها والمختلفة في طرحها وأسلوبها، كانت المؤلفة قد جمعتها من خلال لقاءين أجريا معها عن طريق الإنترنت، الأول من خلال منتدى “مدينة على هدب طفل”، والثاني من خلال منتدى “شظايا أدبية”، ليأتي الكتاب معتمداً في مادته الأساسية على الأسئلة من طرف أول والأجوبة التي شكلت نقاطاً من السيرة الذاتية للمؤلفة من طرف ثانٍ. جاء الفصل الأول من الكتاب تحت عنوان “عن الشعر والذاكرة وعلل الروح”، تضمن مجموعة من الأسئلة التي اعتمدت على وجود السائل الضمني، حيث أجابت المؤلفة عن أسئلة لم تطرحها بشكل صريح، لكنها أجابت عنها استباقاً لأسئلة تدور في عقل القارئ المحتمل. ودارت تلك الأجوبة حول عدة موضوعات تناولتها المؤلفة بشكل مبسط، من البدايات الشعرية، انتقالاً إلى الندم، ومن ثم كيفية مجئ الشعر، ومن ثم القصيدة، وختاماً بالمشروعات الخاصة بالمؤلفة. فجاء الفصل الأول مختصراً وجامعاً، في عشرة صفحات. كما جاء الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان “في مدينة على هدب طفل.. لم أغادر لأعود”، بدأته المؤلفة بمقطوعة شعرية بدأت بعدها مباشرة بعرض الأسئلة التي وجهت لها في هذا اللقاء، وتحت كل سؤال جوابه، مع تعدد السائل بين عدة شخصيات وصلت إلى 27 شخصية، تنوعت أسئلتهم بين قصائد المؤلفة تارة، ورأيها في بعض القضايا الأدبية تارة أخرى، واستقاءً من تجاربها السابقة والآنية. فجاء الفصل الثاني في مائة صفحة. وبدأ الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان “في شظايا أدبية: على هامش الصمت أكتب”، بدءاً بأسطر شعرية للمؤلفة، تلتها مجموعة من الأسئلة كانت قد وجهت سابقاً للمؤلفة خلال لقائها مع المنتدى المذكور. وقد تباينت طريقة طرح الأسئلة، كما تعدد السائل أيضاً؛ بأكثر من ثلاثين سائلاً؛ ما بين شعراء ورسامين وروائيين وأدباء ومثقفين، إلا أن الأسئلة اتحدت في مضمونها حول الثقافة بشكل عام، من قديمها إلى شكلها الحديث المعاصر. وقد جاء هذا الفصل في ثلاثة وثمانين صفحة، تلتها صفحة تضمنت على المؤلفات السابقة المنشورة للكاتبة.