لاحديث لأهالي بيشة اليوم إلا عن الماء، في مجالسهم ومنتدياتهم .. في الأسواق والاستراحات وفي المكاتب العامة والخاصة ؛ يتحدثون بخوف من القادم المجهول حول مياه الشرب. عندما يتحدثون عن الوضع الراهن للمياه فإنهم يتحدثون عن مصدر واحد غير آمن هو أشياب ( محطة التنقية على سد الملك فهد ) حيث بدأت تلوح في الأفق مؤشرات أزمة قادمة تؤرق السكان. ويتفق عبيد منيس وازع وعبدالله محمد الجهمي ومنيس مبارك القرامين من أهالي بيشة على أن مياه التنقية المقامة على السد في طريقها للنضوب إلا أن يرحم الله البلاد والعباد بغيث من السماء ، وناشد الأهالي الجهات المختصة المسارعة في إيجاد الحلول الجذرية، والعاجلة قبل أن تحل الكارثة بما يقارب ربع مليون نسمه. وأبدى مناحي الشهراني تخوفه من الوضع الذي ستؤول إليه مياه الشرب في بيشةخلال الصيف الذي تزيد فيه كمية الاستهلاك للمياه . ويعرج مناحي على دور وزارة المياه فيقول بنبرة عتب شديد إن دور وزارة المياه دور وقتي ونتمنى منها المسارعة في تزويد بيشة بخط من مياه البحر المحلاة أسوة بمحافظات عسير المجاورة ، ويضيف الشهراني : إن لم يرحم الله السكان بغيث من السماء ، وإن لم تجر السيول مجددا خلف بحيرة السد فإن الكارثة قادمة لامحالة ؛ حينئذ ستخرج الكثير من التساؤلات إن جفت آبار محطة التنقية ... من أين سيشرب أهالي بيشة ؟ عبيد منيس الجهمي يتحدث بحرقة عن المياه في بيشة قائلا: أنا من جيران محطة الأشياب في بيشة ويهولني الازدحام الشديد الذي تشهده الأشياب خاصة بعد الظهيرة من كل يوم، وهناك آلاف الأطنان التي تنتجها محطة التنقية يوميا ، إلا أنها لاتفي حتى بربع احتياجات الأهالي ، ويجب توفير كميات إضافية عبر زيادة ساعات عمل الأشياب . محمد عبدالله المعاوي يتحدث بعفوية فيقول: سنين والجفاف يغزو المحافظة، فغارت مياه الآبار وجفت المزارع ، والأمر الخطير الآن هو ما تتعرض له بحيرة السد من تناقص المياه فيها وهي المغذي الأول لسكان المحافظة ، ومع قدوم فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرراة ،والاستهلاك المتزايد تبرز مؤشرات الخطر والكارثة المائية المحتملة ، ويجب أن تبادر الجهات الرسمية المعنية من الآن لإيجاد البدائل قبل حلول ملا تحمد عقباه. وأوضح ل «عكاظ» محافظ بيشة مساعد بن سعود التمامي أن مشكلة المصدر الواحد لمياه الشرب في بيشة والمتمثل في محطة التنقية على سد الملك فهد محل اهتمام سمو أمير المنطقة، وسبق للمجلس المحلي في بيشة رفع اقتراح بإنشاء محطة تحلية على البحر الأحمر لتغذية بيشة بالمياه المحلاة ، وتم الرفع بذلك من مجلس المنطقة للمقام السامي .