لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدوانها العسكري فقط ضد أهالي قطاع غزة المحاصر، بل زادت على ذلك إغراقه بمياه الفيضانات التي اجتاحت المنطقة الليلة الماضية. واتهم الفلسطينيون قوات الاحتلال بفتح سدودها الشرقية الواقعة شرق مدينة غزة، وإغراق قرية المغراقة وأجزاء من منطقة وسط القطاع بمياه الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة. سكان أهالي منطقة جحر الديك وأهالي قرية المغراقة لم يكن الأمر غريبا أو جديدا إن صح التعبير عليهم بالفعل البشع الذي سجله الاحتلال الإسرائيلي على مساكنهم وممتلكاتهم، ولكن الجديد هو كمية المياه التي تم فتحها علي تلك المنطقتين والتي أضافت إلي ذاكرتهم أيام الحرب الإسرائيلية التي أتت على منازلهم وممتلكاتهم. المواطن الفلسطيني أبو عبد الله الملالحة قال: " فجعنا بتلك المصيبة مساء الاثنين لم يكن بوسعنا إلا الاتصال والصراخ طلبا للمساعدة من عناصر الدفاع المدني وسيارات البلدية والشرطة الفلسطينية التي رأينا منها جهدا مكثفا في إنقاذنا وتوفير الملجأ لنا". رئيس جهاز الدفاع المدني العقيد يوسف الزهار قال: " منذ أن تلقت قيادة الجهاز إشارة الفيضان لم ندخر جهدا في العمل علي إنقاذ السكان والمنطقة أجمعها، مشيرا في الوقت ذاته إلى المعدات والآلات البسيطة التي تستخدمها عناصر جهاز الدفاع المدني". ودعا الزهار جمهورية مصر العربية الى العمل الجاد على فتح معبر رفح من أجل إدخال المعدات والآلات المتطورة واللازمة لقطاع غزة من أجل مسايرة الأحداث المتكررة والخطيرة علي قطاع غزة. من جهته أعلن رئيس بلدية المغراقة يوسف أبو هويشل: أن كارثة وادي غزة تسببت في إغراق ما يقارب 70 منزلا، وتشريد ما يقارب 400 مواطن من سكان المنطقة، موضحا في الوقت ذاته أن البلدية وبالتعاون مع الوزارات المعنية قامت بفتح مدرسة كفر ياسين بمدية الزهراء لإيواء المواطنين الذين غرقت بيوتهم وأمتعتهم بمياه الوادي". وأضاف أبو هويشل أن الكارثة لم تقتصر على المواطنين أو المباني بل طالت مزارع الحيوانات والطيور التي يعتمد عليها سكان تلك المنطقة في كسب رزقهم وتسير أمور حياتهم. الحكومة الفلسطينية المقالة وعلي لسان الأمين العام لمجلسها د. محمد عوض، أعلن أن الحكومة الفلسطينية وبالاشتراك مع أربع وزارات من مجلسها بدأت بحصر الأضرار المادية والمعنوية تمهيدا لصرف مساعدات عاجلة للسكان المتضررين الذين تضرروا بشكل كبير بفعل ما قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي. واعتبر عوض تدفق المياه جريمة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين في قطاع غزة، والذين ما زالوا يعانون من آثار الحرب الأخيرة على القطاع. من جهتها، وزعت جمعية بيت فلسطين للأعمال الخيرية اليوم، مساعدات إغاثية عاجلة لسكان منطقة وادي غزة، والذين لحق بهم وبممتلكاتهم أضرار جسيمة من جراء فتح إسرائيل لسد الوادي لتدفق مياه الأمطار باتجاه المنطقة. وقامت الجمعية بتوزيع مواد تموينية وملابس وخبز على عشرات الأسر الذين تشردوا إلى المدارس وإلى العراء بعد أن هاجمتهم مياه الأمطار الممزوجة بالمياه العادمة في أعقاب تعمد إسرائيل فتح سد وادي غزة، الأمر الذي أدى لغرق عدد كبير من المنازل المحيطة بالمنطقة وأحدث أضرارا مادية جسيمة في الممتلكات. وقال محمد الحرازين، مدير الجمعية، إن فريق الإغاثة بالتعاون مع متطوعين من أهالي المنطقة المشردة، سارعوا عقب سماع نبأ غرق المنازل وتدمير الممتلكات بفعل مياه واد غزة، إلى تقديم يد العون للمنكوبين، وذلك تلبية لنداء الواجب الذي تؤمن به جمعية بيت فلسطين.