ذكر تقرير اعلامي أنه جرى في دولة قطر تعديلات في قيادات الجهاز العسكري ، مشيرا الى أن هذه التعديلات جاءت اثر تمرد عسكري في دولة قطر .. و السؤال الحصري والوحيد الذي انطوى عليه ليل العاصمة القطرية أمس تمثل في ما إذا كانت الإقالات المفاجئة لقيادات رفيعة في المؤسسة العسكرية القطرية، التي يؤول الإشراف الأعلى عليها للأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد كمنت خلفها محاولة إنقلابية، أو مسائل أخرى تعكف القيادة القطرية على التحقيق بها، في حين ذكرت مصادر قطرية رفيعة أن الإقالات الصامتة والسريعة لقيادات عسكرية جاءت بعد ساعات من تمرد تلك القيادات، ورفضها التوجه إلى مقرات العمل في القيادة بإيعاز من قطب مهم في تركيبة القيادة السياسية القطرية، إلا أن اللافت في تلك الإقالات أنه لم يعلن عنها بعد في وسائل الإعلام القطرية، فيما تقول المصادر القطرية ذاتها أن القيادات المقالة نحو 16 وضعوا في منازلهم تحت الإقامة الجبرية في العاصمة القطرية، لكنه لم يجر التحقيق معهم بعد بإنتظار قرار سياسي أعلى. وبحسب المعلومات ذاتها فقد شوهد سعد الرميحي وهو السكرتير الخاص للأمير القطري لشؤون المتابعة مع أجهزة الدولة يتردد مرارًا خلال اليومين الماضيين على القيادة العامة للجيش القطري للإجتماع مع ضباط كبار فيها، دون أن يعرف بعد أسباب تواجد سكرتير الأمير الخاص في تلك المؤسسة العسكرية، في ظل حديث هامس يملأ الدوحة منذ أسابيع عن خلافات عميقة بين أقطاب حاكمة في قطر شكلت مؤخرًا مراكز قوى أزعجت الأمير القطري، ودفعته بصمت للبحث عن صيغ لإعادة تجميع خيوط القرار بيده والحد من صلاحيات أقطاب كبار في هرمية القيادة القطرية. في إشارة ضمنية ربما تتعلق برئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي استفحلت صلاحياته وقوته داخل قمرة القيادة القطرية. إذ استولى على الجناح السياسي الخارجي لقطر عبر السنوات القليلة الماضية، فيما وضع يده على مؤسسات مهمة في الداخل أصبحت تعمل بأمر مباشرة منه. وتضيف مصادر قطرية أن الدوحة مقبلة بالتأكيد على تغييرات مهمة لا تعرف بعد حدودها أو إنعكاساتها، وأن كبار أفراد الأسرة الحاكمة عقدوا على مدى الأسبوعين الماضيين اجتماعات خارجية مهمة في بريطانيا وسويسرا وفرنسا، لتوحيد أجنحتهم المتصارعة بصمت لتحدي أي خطوات عليا لتقليم أظافرهم سياسيًا، وإعادة تحجيم مراكز القوى الداخلية. في وقت بدأت فيه جهات دولية تدير نظرها للإختناق السياسي الحاصل في قطر التي لجأت ربما لحرف الأنظار عما يجري داخلها الى إبرام مصالحات وتسويات سياسية مع دول عربية أوغلت في الخصومة السياسية معها عبر الذراع الإعلامي للدوحة المتمثل في فضائية "الجزيرة" القطرية التي يهمس من يعمل داخلها بأن تدخلات عليا متضاربة باتت علنية في أروقة القرار المهني للجزيرة. يشار الى أن أمير قطر الحالي كان قد نفذ إنقلاب قصر أبيض على حكم والده الشيخ خليفة آل ثاني في يونيو حزيران عام 1995، أثناء سفر خارجي لوالده الذي رفض لسنوات طويلة التسليم بشرعية الإنقلاب وعاش متنقلاً لنحو خمس سنوات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن يعود الى الدوحة عام 2005 للمشاركة في تشييع جنازة إحدى زوجاته التي توفيت في الدوحة، ومنذ ذلك الحين نال اللقب الرمزي "الأمير الوالد" لكنه غاب تمامًا عن الأضواء منذ ذلك الحين دون أي أخبار عنه رغم وجوده في الدوحة، في ظل تسريبات تقول إنه قيد الإقامة الجبرية، ومعلومات أخرى تقول إنه في أحد المراكز الطبية المرموقة في الدوحة ويعاني من أمراض شيخوخة متفاقمة منذ أكثر من عامين. الصورة : الشيخ خليفة آل ثاني أمير قطر السابق