حث رئيس صندوق النقد العربي جاسم المناعي دول مجلس التعاون الخليجي على التفكير في فك ارتباط عملاتها المحلية والعملة الموحدة المزمعة بالدولار الأميركي الذي يعاني من تهديدات. وأوضح المناعي على هامش الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية في بنك التسويات الدولية أن حجم الدين الأميركي الضخم والخطوات التي تتخذها روسيا والصين للبحث عن عملة احتياط أخرى يمكن أن يؤثرا على قيمة الدولار ومكانته. ومؤخرا جددت الصين صاحبة أكبر احتياطي نقدي في العالم الدعوة إلى إيجاد عملة احتياط دولية للحد من هيمنة الدولار على أسواق المال في العالم، معتبرة أن هذه الهيمنة تسببت في تفاقم الأزمة المالية العالمية. كما دعت روسيا صاحبة ثالث أكبر احتياطي أجنبي العالم إلى تقليل اعتماده على الدولار الأميركي. وأشار المناعي إلى أنه بعد اقتراح الصين وروسيا يجب على الدول الخليجية إعادة التفكير في عملة احتياط دولية غير الدولار. واعتبر أنه سيكون بمقدور البنوك المركزية في منطقة الخليج عندما تشكل وحدة نقدية وتصدر عملة موحدة أن تتبنى خيارات غير ربط عملتها بالدولار. وأوضح أن أمام المنظومة الخليجية خيارات أخرى مثل ربط عملتهم الموحدة بسلة عملات أو أسعار صرف عائمة أو تعويم محكوم. وعن رؤيته لحالة الاقتصاد في منطقة الخليج قال المناعي إن الاقتصاد الخليجي يمكن أن يتجنب الانزلاق إلى الركود هذا العام، مشيرا إلى أن أداء المنطقة أفضل نسبيا من بقية العالم، حيث إن النمو الاقتصادي فيها يتوقع أن يكون إيجابيا في هذا العام. واستبعد المناعي إقدام الدول الخليجية على خفض أسعار الفائدة، معتبرا أن تكلفة الاقتراض في الخليج منخفضة بالفعل. وصندوق النقد العربي هو مؤسسة مالية تابعة لجامعة الدول العربية تأسست عام 1976 ويبلغ عدد أعضائها 22 دولة عربية، تتخذ من أبوظبي في الإمارات مقرا لها.