أكدت حركة الجهاد الإسلامي، اليوم، أن الرهان على الموقف الأمريكي هو رهان خاسر، داعيةً الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التمسك بكل الثوابت والأسس التي ضحَّى من أجلها الشعب الفلسطيني، ورفْض أية ضغوط أو أملاءات أمريكية أو أية مطالب لتنازل الفلسطينيين. وقال القيادي في الحركة الشيخ نافذ عزام في تصريح رسمي: "إن الولاياتالمتحدة وعلى مدى الستين عاما الماضية كانت شريكا لإسرائيل في كل ما تعرَّض له الشعب الفلسطيني، والذي يعش ذكرى نكبته الأولى عام 48، وبعد أيام ستحلُّ عليه ذكرى النكبة الثانية عام 67، والتي سقطت فيها مدينة القدس، وبالتأكيد لا يمكن لشعبنا على الإطلاق أن يتذكر لأمريكا سوى أنها ساعدت المحتل، وأنها تسبَّبت بشكل مباشر في اتساع معاناة شعبنا واستمرار مأساته". واستعرض عزام الموقف الأمريكي منذ اتفاقات "أوسلو" بين منظمة التحرير وإسرائيل، قائلاً: "سنخرج بنتيجة أن الرهان على الموقف الأمريكي هو رهان خاسر، وأن أمريكا قدمت كل أشكال الدعم لإسرائيل" حربا وسلاما، وبالتالي نحن نرى أن الرئيس أبو مازن يجب أن يتمسك بكل الثوابت والأسس التي ضحَّى من أجلها شعبنا، ويرفض أي ضغوط أو إملاءات أمريكية أو أي مطالب لتنازل الفلسطينيين عن أي شيء". وشدَّد القيادي عزام على أن مسيرة "التسوية" لم تحقق أي نتائج للشعب الفلسطيني، "وأمريكا تتحمل مسؤوليةً مباشرةً عن ذلك". وأضاف "الآن الحكومة الإسرائيلية تعلن جهارا بأنها لا تؤمن بحلِّ الدولتين، وهو الحل الذي تدعمه أمريكا الآن بإدارتها الجديدة، وأيضاً لا تؤمن بما يسمَّى بتفاهمات "أنابوليس" وتصر على مواصلة "الاستيطان"، على الرغم من الموقف الأمريكي المطالب بوقفه". وتابع عزام: "أنه لا يوجد ما يوحِي بأن هناك جديدا بالنسبة للقضية الفلسطينية، وحتى الآن المواقف الأمريكية التي يتحدث كثيرون من المحللين على أنها يمكن أن تكون جديدة؛ لم تضغط باتجاه إسرائيل ولم تطالبها بشكل فعلي وجدِّي بتغيير سياستها تجاه الفلسطينيين، ولذلك لا نرى مبرِّرا للسلطة في الاستمرار في الرهان على الموقف الأمريكي لإنصاف شعبنا واسترداد حقوقه". ومن جانب اخر أعلنت اللجنة الحكومية الفلسطينية لكسر الحصار واستقبال الوفود، اليوم، أن وفد قافلة الأمل الأوروبية سلم مساعدات طبية وأدوات مساعدة لذوى الاحتياجات الخاصة الى مجمع ناصر الطبي في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكر المكتب الإعلامي للجنة في بيان أصدره اليوم، أن القائمين على القافلة وهم فرنالدو روسي، عضو مجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس قافلة الأمل الأوروبية، والنائب الايرلندي جيرى مكلوكلن والنائبة الايطالية مويا فرارا وعرفات ماضي رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، قاموا بتسليم المساعدات الى إدارة المجمع، منوهاً الى أن المساعدات شملت 19 شاحنة وسيارة محملة بالمعدات الطبية والأدوية وكراسٍ كهربائية متحركة وعادية وأدوات طبية مساعدة للمعاقين. وشكر الدكتور يوسف أبو الريش، مدير عام مجمع ناصر الطبي، قافلة الأمل الطبية على قدومها الى قطاع غزة وتقديمها المساعدات الطبية للمواطنين المحاصرين، مؤكداً أن قدوم قافلة الأمل لقطاع غزة سيزيد من صمود وتحدي أبناء الشعب الفلسطيني لسياسة الحصار المفروضة على الفلسطينيين، كما يساهم في إختراق الحصار . وأشار أبو الريش الى آثار الحصار الإسرائيلي على مرضى وسكان قطاع غزة وتسببت بمقتل 335 مريضاً حتى اللحظة وانتظار مئات المرضى أمام المعبر للسماح لهم بالعلاج بالخارج، مؤكداً وجود نقص حاد في مئات الأصناف من الأدوية وتعرض حياة المرضى للموت البطيء. ودعا جميع المؤسسات والمنظمات الصحية الدولية والعربية الى مساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة له ليعيش حياة كريمة كباقي شعوب العالم . من جهته، قال فرنالدو: إن قافلة الأمل الأوروبية جاءت الى قطاع غزة بهدف مساعدة المواطنين خاصة ذوى الاحتياجات الخاصة والمساهمة في كسر الحصار الظالم، واصفاً الحصار الإسرائيلي بالإجراء الغير إنساني بحق شعب أعزل محاصر داخل سجن كبير . وبيّن أن وصول القافلة الى قطاع غزة لا يعنى إنهاء الحصار ولكن من واجبنا أن نعمل على كسر الحصار ومساعدة الشعب الفلسطيني. ودان الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وصمت العالم بأسره عن هذه المعاناة الإنسانية التي تهدد حياة مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة.