قفز سعر الشعير أمس مجددا ليسجل ارتفاعا بواقع 80%, وسط مخاوف من استمرارية ارتفاع الأسعار، وفي الوقت الذي يترقب فيه مربو الماشية خفض أسعار أهم سلعة إستراتيجية تضمن استمرارية تنمية استثماراتهم, بعد زوال مبررات الغلاء العالمية, تخطى أمس سعر الكيس زنة45 كيلو جرام 31 ريالا في أسواق الأعلاف المحلية. وأرجع موردون ومتعهدو شعير أسباب ارتفاع الأسعار في أسواق الأعلاف إلى زيادة تكاليف الشراء في الأسواق العالمية. مستبعدين استقرار الأسعار في الأسواق المحلية إن لم تتدخل الحكومية وتقر دعما إضافيا يتناسب مع حجم الارتفاع العالمي على حد قولهم. وأرجع وليد الغامدي الوكيل المفوض لموردين شعير في المنطقة الشرقية أسباب الارتفاع إلى زيادة تكاليف شراء الشعير عالميا, مستبعدا نزول الأسعار, قائلا" لا أتوقع أي نزول في أسعار الشعير حاليا". وقال إن لم تتدخل الحكومة لإقرار دعم إضافي للشعير لن تنخفض الأسعار, مشيرا إلى أن الدعم الحالي 200 ريال للطن الواحد لايكفي لاستقرار سعر كيس الشعير, خاصة إذا واصلت الأسعار ارتفاعها في الأسواق العالمية. وأضاف" نواجه معوقات من أبرزها التأخر في صرف الإعانة لفترات تتجاوز الشهرين أحيانا". إلى ذلك قال سعد الضفيان موزع محلي ومتعهد لتوزيع الشعير في منطقة الرياض سابقا إن هامش ربح الموزعين المحليين لا يتجاوز 3 ريالات للكيس الواحد,وهو هامش ربحي معقول". واستطرد" الارتفاع الذي طرأ على أسعار الشعير عالمي,ولابد من زيادة الدعم الحالي لكبح جماح الأسعار". وكانت الحكومة قد أقرت دعما للشعير بلغ 1200 ريال للطن الواحد أبان الارتفاعات المتتالية لكيس الشعير العام الماضي, وأتي قرار الدعم في ذلك الوقت للتخفيف من معاناة مربي المواشي الذين لجأوا إلى بدائل أخرى عقب الارتفاعات المتتالية للشعير ,في وقت تكالبت فيه الظروف على مربي القطاع التقليدي, إضافة إلى الجفاف الذي تمر به المملكة في الآونة الأخيرة,وعالج قرار الدعم مشكلة أزمة الدقيق التي استفحلت في الأسواق المحلية بعد أن لجأ مربي ماشية إلى استخدام الدقيق كعلف حيواني نظرا لانخفاض أسعاره مقارنة بأسعار الشعير التي شهدت ارتفاعا عاليا أبان الأزمة,إلا أن الحكومة خفضت الدعم إلى 200 ريال للطن الواحد بعد زوال مبررات غلاء الأسعار في الأسواق المصدرة, حيث هوى سعر كيس الشعير إلى 11 ريالا في أسواق الأعلاف. ويتطلب الوقت الحالي إقرار دعم إضافي لإنصاف مربي الماشية اللذين يعتمدون اعتمادا كليا على الأعلاف لاسيما الشعير الذي يعتبر السلعة الإستراتيجية التي تدعم نشاطهم وتضمن استمرارية تنميتهم لقطاع الأغنام.