توقع خبراء اقتصاديون تلاشي أزمة الدقيق تدريجيا وانخفاض سعر كيس الشعير إلى 18ريالا بعد دخول الشعير المستورد الذي حظي بدعم إضافي يصل إلى 500ريال للطن الواحد ليصبح مجموع الدعم 1200ريال. وقال ل "الرياض" الدكتور منصور الكريديس نائب رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الرياض الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود إن مربي الماشية سيلمسون انخفاضا في أسعار الشعير بواقع60%، متوقعا انخفاض سعر الكيس الواحد إلى 18ريالا، فور وصول الشعير المستورد الذي سيشمله قرار الدعم الاضافي. ووفقا للكريديس فان قرار الدعم من شأنه الحد من معاناة مربي الماشية ومعالجة مشكلة انسحاب المربين الذين أيقنوا عدم الجدوى التي تعود عليهم من التربية جراء ارتفاع تكاليف التغذية الحيوانية. لكن نائب رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الرياض قال انه لابد من تطبيق سياسة الاستراتيجية التي نادت بزيادة دعم مدخلات الأعلاف التي تدخل ضمن تركيبة الأعلاف المركبة لتصبح بديلا للشعير. وأضاف "إن دعم الشعير قرار صائب يضمن استمرارية مربي القطاع التقليدي في التربية، ويعالج أزمة الدقيق التي نشأت في الآونة الأخيرة جراء تسريب الدقيق إلى مربي الماشية بعد أن أثقل كاهلهم ارتفاع تكاليف تغذية المواشي"، متوقعا عودة "الدقيق" إلى تسعيرته الطبيعية. إلى ذلك طالب الدكتور سعد خليل مدير إدارة التسويق الزراعي في وزارة الزراعة والمستشار الاقتصادي بتثبيت أسعار الشعير بعد قرار الدعم الحكومي الإضافي، مشددا على ضرورة تشديد الرقابة على المتعهدين لاستقرار الأسعار. وقال خليل "إن قرار الدعم الإضافي من شأنه التخفيف من معاناة مربي المواشي الذين لجأوا إلى بدائل أخرى عقب الارتفاعات المتتالية للشعير في الآونة الأخيرة"، وأضاف قرار يصب في مصلحة المربين، ويعالج مشكلة ارتفاع تكاليف التغذية الحيوانية". وتوقع مدير إدارة التسويق الزراعي في وزارة الزراعة أن يعالج قرار الدعم الإضافي الذي حظي به الشعير مشكلة ازمة الدقيق تدريجيا، بعد ان يلمس مربي الماشية انخفاض أسعار الشعير، موضحا في هذا الصدد ان أسباب ارتفاع أسعار الشعير إلى الكوارث الطبيعية في البلدان المصدرة للشعير، مؤكدا إن الارتفاعات العالمية للشعير تعد السبب الأول لارتفاع الأسعار. وقال خليل "إن القرار أتى في وقت تكالبت فيه الظروف على مربي الماشية إضافة إلى الجفاف الذي تمر به المملكة في الآونة الأخيرة، ما دعا الحكومة إلى إقرار دعم حكومي إضافي".وكانت المؤسسة العامة للصوامع ومطاحن الدقيق قد كشفت قبل أسابيع في تصريح خاص ب"الرياض" عن تسريب الدقيق من قبل موزعين متلاعبين إلى مربي الماشية لاستخدامه بديلا للأعلاف، عقب ارتفاع أسعار الشعير ونقص النخالة، وتسببت زيادة حجم الطلب على الدقيق في شح مفاجئ لمادة الدقيق في جميع أسواق المملكة. وينتظر المستهلكون أن يسهم قرار دعم الشعير الذي أعلنت عنه الحكومة أمس الأول في تدارك أزمة نقص الدقيق التي تشهدها السوق السعودية وتسببت بدورها في إغلاق عدة مخابز وحدوث أزمة خبز، وذلك من خلال عودة مربي الماشية إلى استخدام الشعير كعلف طبيعي في تغذية ماشيتهم.