"أثناء طفولتي كنت معجبة بخط الإخوان المسلمين، وكنت أجمع مصروفي وأذهب إلى الهضيبي لأساهم في دعمهم". هكذا قالت سيدة مصر الأولى السابقة جيهان السادات في حوار مثير مع راندا أبوالعزم مديرة مكتب قناة "العربية" بالقاهرة، كاشفة لأول مرة أن زوجها الرئيس الراحل أنور السادات كان إخوانياً في بدايات شبابه. وفي الحوار الذي تبثه القناة (الساعة 11 ليل الجمعة) 8-5-2009 بتوقيت السعودية، في برنامج "مقابلة خاصة" أعلنت أنها سامحت الذين اغتالوه بعد خروجهم من السجن. وأثارت راندة معها عدة قضايا مهمة، وأعادتها لأيام معرفتها الأولى بزوجها الذي اغتيل أثناء عرض عسكري في أكتوبر 1981 في الذكرى الثامنة لانتصاره على إسرائيل، وهو الانتصار العربي الوحيد خلال 4 حروب منذ عام 1948 حتى 1973. وقالت السيدة جيهان السادات عن ذكريات ارتباطها به: "تقدم للزواج بي ولم يكن يملك أي شيء، وعارضت والدتي لأنه وصف تشرشل بالحرامي أمام والدتي الانجليزية التي كانت معجبة بالزعيم البريطاني". وخصّت جيهان "العربية" بأول رسالة بعث بها السادات إليها بعد زواجهما، وقالت معلقة: "كنا نعيش قصة حب جميلة، وكان شاعرياً ورقيقاً يحسن التعبير". وتطرقت السيدة الأولى السابقة إلى مناحٍ كثيرة من حياة السادات الأسرية والسياسية، وذكرت أن ما يميز شخصيته، حرصه على أبنائه وخوفه الشديد عليهم. وقالت إنها مازالت تشعر بالحزن لفقده، ولكن ذلك لم يثنها عن العمل الاجتماعي والأكاديمي من أجل إيصال رسالة مصر وتحقيق ما كان يصبو إليه. قلت له : أنت جربت السجن تذكر أنه كان يأخذ رأيها في بعض الأمور، مستعيدة اعتقالات سبتمبر التي سبقت اغتياله قائلة: "كنت معارضة له بشدة، وتحدثت معه بشأن هذا القرار. قلت له: أنت جربت السجن وبشاعته، فكيف تأمر بذلك. ولكن ردّه أظهر اضطراره لاتخاذه، وقال إنهم سيخرجون في 25 أبريل عندما أستعيد سيناء". وتضيف "أيقنت جدوى هذا القرار يوم حادث المنصة التي اغتيل فيها السادات، فلو كانت القيادات الخطيرة والمتعصبة خارج السجن لحدث شيء أكبر من الاغتيال". وكان السادات اتخذ قراراً بالتحفظ على عدد من معارضيه في سبتمبر 1981 بعد اشتداد الانتقادات ضده لتوقيعه اتفاقية السلام مع اسرائيل. وتقول جيهان إن زوجها ظلم حياً وميتاً، ولولاه لكانت مصر لا تختلف عن غزة اليوم، "انظروا إلى مأساة الفلسطينيين، لو استمعوا له لما حصل له كل هذا". وتستطرد: "كثيراً من الناس كانوا ضد اتفاقية كامب ديفيد، ولكن منهم من قال لي: علمنا اليوم أنه رجل سابق لعصره". وعن أسباب ابتعاد أسرته عن السياسة بعده قالت: السادات أوصانا جميعاً، خصوصاً ابنه جمال بألا نعمل بها. وتحدثت عن قرار السادات بزيارة القدس قائلة: "كان مفاجئاً بالنسبة لي، وكنت أعلم أنه سيدفع حياته ثمناً له". لماذا لم تصافح عرفات؟ وعندما سألتها راندا أبوالعزم عن سبب عدم مصافحتها لياسر عرفات في البيت الأبيض قبل عدة سنوات أثناء توقيع اتفاقية السلام مع رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق اسحق رابين، أجابت: "لم أقصد ذلك، فعرفات صديق سابق، لكنه لم يعمل ما عمله السادات حتى يكون رجل سلام". وعن السياسة المصرية الحالية قالت إن الرئيس مبارك يقوم بدور إيجابي ومهم بين الفلسطينيين والاسرائيليين. المعروف أن الاسم الكامل لأرملة الرئيس الراحل، هو جيهان صفوت رؤوف، ولدت بمدينة القاهرة في 29 أغسطس 1933، ونالت الدكتوراه من كلية الآداب جامعة القاهرة تحت اشراف الدكتورة سهير القلماوي. وتزوجت السادات عندما كان ضابطاً صغيراً، وانجبت منه 3 بنات وهن لبنى ونهى وجيهان، وولد واحد هو جمال. وتزوج السادات قبلها من سيدة أخرى هي إقبال ماضي وأنجب منها 3 بنات هن راوية ورقية وكاميليا. لها مؤلفات عديدة وتلقي محاضرات أكاديمية في عدة جامعات.