على رغم أن شخصية أنور السادات شخصية درامية من الطراز الأول، إلا أن عقبات ما زالت تعترض طريق ظهور المسلسل الأول الذي يتناول سيرة «بطل الحرب والسلام». عدد من كتاب الدراما أبحروا كثيراً في سيناريوات تناولت شخصيته، إلا أن واحداً منها لم يبصر النور بعد. وهناك ترشيحات كثيرة لصناع العمل، إلا أن الأسماء ما زالت مجرد ترشيحات لم تخرج إلى حيز التنفيذ. لكن السيناريو الأقرب للظهور في رمضان المقبل هو سيناريو أميرة أبو الفتوح «السادات بطل الحرب والسلام» المؤلف من 30 حلقة، وهو جاهز تماماً للتصوير، كما تقول أبو الفتوح، «لكن مشكلته تكمن في التمويل لأنني أريد أن يكون عملاً على مستوى الشخصية التي يتناولها». وشددت أبو الفتوح على أن جلسات عمل جمعتها بالسيدة جيهان السادات لاستقاء المعلومات الغامضة في مشوار الزعيم الراحل، وقالت إن هناك موافقة خطية حصلت عليها من زوجة السادات تجعلها صاحبة الحق في تناول سيرة الرئيس الراحل، بالتالي تمنع الآخرين من تناول الشخصية في عمل درامي. وأوضحت أميرة أبو الفتوح أنها استمدت أيضاً حوادث مسلسلها من مذكرات السادات «البحث عن الذات»، ومن كتاب جيهان السادات «سيدة من مصر»، وستتصدى لإنتاجه شركة أوسكار للإنتاج الفني. وتدور أحداث المسلسل بداية من مولد السادات حتى حادث المنصة مروراً بصراعه مع مراكز القوى في بداية السبعينات وحرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973، ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأخيراً اغتياله عام 1981. وفي سياق متصل، جاء اعتذار المخرج السوري حاتم علي عن عدم إخراج سيناريو المؤلف مجدي الجلاد حول السادات، والذي قدرت موازنته ب 25 مليون جنيه. وكانت شركة الجابري ستنتجه إلا أن مشاركتها في عملين هما مسلسل الفخراني «آخر ملوك الصعيد شيخ العرب همام» ومسلسل تاريخي آخر، حالت دون تنفيذ سيناريو السادات الذي كان سيصوّر في مصر وكامب ديفيد وسورية. ويروي المسلسل تفاصيل شخصية السادات منذ يوم تخرجه إلى اغتياله. وأكد الجلاد أنه كتب المسلسل من خلال بعض الشخصيات المقربة جداً من الرئيس السادات، ومن خلال المقالات والكتب التي كتبت عنه. وشدد على أن كتابة مسلسل عن شخصية معروفة لا يحتاج إلى موافقة الورثة بعدما صدر قرار من المحكمة يؤكد ذلك، خصوصاً بعد النزاعات التي حدثت بين الورثة من أسر المشاهير وبين الجهات الإنتاجية التي تتصدى لمثل هذه الأعمال من قبل وجاءت أحكام المحاكم في مصلحة حرية الإبداع، لأن هذه الشخصيات ليست ملكاً لورثتها الذين من حقهم أن يرثوا الأطيان والعقارات والأموال... لا أن يرثوا التاريخ الذي صنعته هذه الشخصية أو تلك. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فالجدال يستمر حول من الأحق بكتابة قصة حياة الرئيس السادات، وأكد آخرون أنهم كتبوا أعمالاً درامية عن السادات، ومن بينهم كاتب السيناريو أنيس الدغيدي الذي كتب المسلسل منذ 12 عاماً وحصل على موافقة من أسرة الرئيس السادات، ورشح الممثل نيكولاس كيدج لبطولته على حد قوله. وفي الوقت ذاته هناك دعاوى قضائية بينه وبين رقية ابنة السادات التي كانت منحت موافقتها لكاتب آخر هو وائل مصباح عبد المحسن الذي حضّر، كما يقول، لمسابقة لاكتشاف بطل المسلسل. وهناك أيضاً كاتب السيناريو وليد يوسف الذي شرع في كتابة مسلسل خامس عن السادات من إنتاج محمد فوزي إلا أنه مشغول الآن بالانتهاء من الجزء الثالث من «الدالي» لنور الشريف وبعض الأعمال الأخرى. والسؤال هو: «لمن الحق في كتابة أو إنتاج أو إخراج أو بطولة مسلسل «السادات»؟ وأي سيناريو سيتم العمل عليه أولاً»؟ وتعلم جيهان السادات أن هناك مسلسلاً كتبته أميرة أبو الفتوح ورشحت له الفنان خالد صالح. إلا أن صالح ما زال متردداً ليس خوفاً من تجسيد شخصية مهمة بحجم السادات، ولكن لأن «عفريت» أحمد زكي يسكن هذه الشخصية، ما يجعل من الصعب على أي ممثل آخر القيام بالدور. واعتبرت الكاتبة سكينة السادات - شقيقة الرئيس السادات - أن شخصية شقيقها ملكاً للتاريخ وليس لأسرته فقط، وشددت على أن من حق الأسرة الاعتراض على المغالطات التاريخية في أي عمل درامي يتناولها. وأكدت أنها لم تطلع على الأعمال التلفزيونية التي كتبت عن الرئيس الراحل باستثناء سيناريو أبو الفتوح. وقالت: «جمعتني أكثر من جلسة عمل بأبو الفتوح في الفترات الماضية، وزارتني كثيراً في مكتبي للحصول على معلومات مهمة ومؤكدة وموثقة، كما التقينا أكثر من مرة في مناسبات خاصة بحضور جيهان السادات التي أكدت لنا أن سيناريو أميرة رائع ومبدع وشامل لكل الأحداث والتفاصيل، وهو السيناريو الأقرب للتنفيذ إلى الآن عن السيناريوات الأخرى التي لم نطلع عليها ولم نعرف عنها شيئاً». كما شددت على أن السادات قضى معظم حياته يعاني في السجون وهرب من سلطات الإنكليز عندما سجنته أيام مقتل أمين عثمان، وعندما أصبح مستبعداً خارج الجيش عمل «حمّالاً» على سيارة نقل، كما أنه هرب من السجن وكان يزورنا بعد منتصف الليل. وأكدت سكينة أن حياة شقيقها مملوءة بالحوادث الكبيرة، وهي حياة درامية ثرية لما فيها من نجاحات وانكسارات ومتاعب ومعاناة ومفاجآت. ونفت سكينة السادات اعتراضها على الأعمال الأخرى، إلا أنها وصفت ذلك بالأمر الصعب، لأن «جهات الإنتاج لن تغامر في وقت واحد بتصوير 5 مسلسلات مختلفة عن الرئيس السادات. ومع بدء تصوير المسلسل الذي كتبته أميرة أبو الفتوح ستتوقف كل المشاريع الأخرى بالتأكيد، أو تؤجّل لسنوات مقبلة».