أغلقت صناديق الاقتراع في الجزائر بعد أن أدلى الناخبون الجزائريون مساء الخميس 9-4-2009، وسط توقعات بفوز الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بولاية رئاسية ثالثة بفارق كبير عن منافسيه الخمسة. وفي حين أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة بلغت 50% عند الساعة الرابعة مساء، قال بيان صادر عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إن النسبة لم تتعد 23%، بينما ترى جبهة القوى الاشتراكية أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 5%. وقال مسؤولون في قرية مغنين شرقي الجزائر العاصمة لمراسل لوكالة "رويترز" في الموقع إن ضابطي شرطة اصيبا حين انفجرت قنبلتان عند مركز اقتراع ولحق بالمبنى ضرر محدود واستأنف الناخبون التصويت في وقت لاحق. ومهد نواب البرلمان وغالبيتهم موالون لبوتفليقة الطريق امام اعادة انتخابه حين ألغوا اواخر العام الماضي قيودا دستورية على فترات الرئاسة ويقول منتقدون ان هذا سيسمح لبوتفليقة برئاسة الجزائر مدى الحياة. ولا يشكل منافسو بوتفليقة الخمسة أي تحد حقيقي، ودعا عدد من شخصيات المعارضة غير المشاركة في الانتخابات أنصارهم الى الامتناع عن التصويت والبقاء في منازلهم محاولين اللعب على احساس بعض الناخبين بأن الانتخابات لن تفعل شيئاً. اليامين زروال يرفض المقاطعة: من جهة أخرى علمت "العربية نت" من مصادر محلية بولاية باتنة، أن الرئيس الجزائري السابق، الجنرال اليامين زروال، قد أدى واجبه الانتخابي اليوم، وكان بحسب المصادر ذاتها، " أول شخص يدخل مكتب التصويت الكائن بمدرسة علي بن الطيب بحي بوزوران الراقي بباتنة"، وشوهد زروال مبتسما وهو يقوم بواجبه الانتخابي لكنه لم يكشف عن اسم الشخص الذي صوت عليه من بين المرشحين الستة. أنصار بوتفليقة يحتفلون: ويحدث هذا في وقت بدأ أنصار الرئيس المنتهية عهدته عبدالعزيز بوتفليقة، في التحضير للاحتفال ب"النصر الكاسح" خصوصاً في عاصمة البلاد، ويظهر ذلك من خلال الأجواء الاحتفالية التي تطبع مقرات مداوماته الانتخابية. ووعد بوتفليقة بإنفاق 150 مليار دولار على مشروعات التنمية وخلق 3 ملايين فرصة عمل لانعاش الاقتصاد الجزائري الذي تشكل صادرات الطاقة 96% من حجمه، لكن القطاعات الاخرى تعاني من الروتين وقلة الاستثمارات. لكن قطاعات عريضة من السكان يشعرون بالحيرة إزاء العملية السياسية ويشعرون بالاحباط من ان سنوات ارتفاع اسعار النفط لم تترجم الى خلق وظائف جديدة ويبلغ معدل البطالة بين الشبان 70%. من جانب آخر دعا زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي هذا الاسبوع الى مقاطعة الانتخابات، وقالت وسائل إعلام محلية أن متمردين قتلوا أمس الاربعاء 3 حراس أمن على مسافة نحو 350 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائر.