قال مسؤول في حزب معارض شارك في جلسة الحوار الأحد 6-2-2011 بين نائب الرئيس عمر سليمان وممثلين للمعارضة ان الأخير رفض مطلب المعارضة بأن يقوم الرئيس حسني مبارك "بتفويض سلطاته له"، نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية. وقد أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية مجدي راضي الأحد أن جلسة الحوار التي عقدت بين نائب الرئيس سليمان ومجموعة من ممثلي المعارضة والشخصيات الهامة انتهت إلى التوافق على تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون شهور، والعمل على إنهاء حالة الطوارئ وتشكيل لجنة وطنية للمتابعة والتنفيذ وتحرير وسائل الإعلام والاتصالات وملاحقة المتهمين في قضايا الفساد. وقال بيان صدر عقب الحوار الأحد إن أطراف الحوار توافقت على تقدير واحترام حركة 25 يناير التي طالبت بإسقاط النظام الحاكم. والتقى نائب الرئيس المصري سليمان بمجموعات من قوى المعارضة بينها ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين وبمشاركة حزب الوفد الليبرالي وحزب التجمع اليساري وممثلون عن البرادعي أبرز المعارضين لمبارك لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. كما شارك في الحوار الذي دعت له الحكومة المصرية أعضاء من لجنة تم اختيارها من مجموعات الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير للمطالبة بالديمقراطية، وعدد من الشخصيات السياسية المستقلة ورجال الأعمال. من جانبها، رحبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحذر الأحد بمشاركة الإخوان المسلمين في المحادثات السياسية الجارية حاليا في مصر وقالت إن واشنطن "ستنتظر لترى" كيف ستتطور هذه المحادثات. وصرحت كلينتون للإذاعة الوطنية العامة من المانيا "علمنا اليوم أن الإخوان المسلمين قرروا المشاركة (في الحوار) ما يشير الى أنهم على الأقل أصبحوا الآن مشاركين في الحوار الذي شجعنا على إقامته". وكان تنظيم الإخوان المسلمين المحظور بمصر قد أعلن في بيان اليوم الأحد بدء حوار مع النظام "لمعرفة إلى أي نقطة هم مستعدون لقبول مطالب الشعب". وفي وقت سابق قال متحدث باسم التنظيم، الذي يعد أكثر جماعات المعارضة نفوذاً وتنظيماً، إن المحادثات ستجرى الأحد في مقر مجلس الوزراء الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش لبحث عملية رحيل مبارك عن السلطة والحق في الاحتجاج في الأماكن العامة وضمان سلامتهم. وقال "الإخوان المسلمون" إن لهم الحق في الانسحاب من المحادثات إذا لم تسفر عن شيء. مضيفاً أن المحادثات ستركز على مستقبل الدولة والحكومة الانتقالية. وصرح متحدث باسم الإخوان المسلمين لرويترز قائلا: قررنا الدخول في جولة حوار نتعرف فيها إلى جدية المسؤولين إزاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها. ويأتي إعلان تنظيم الإخوان عن هذه الخطوة بعد ساعات من نفي إدارة الرئيس باراك أوباما تأييدها لتصريحات الموفد الشخصي للرئيس الأمريكي فرانك فيسنر، مكررة أن تصريحاته حول الرئيس المصري حسني مبارك لا تعبر عن موقف الحكومة الأمريكية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في إدارة أوباما في واشنطن قوله، إن فرانك فيسنر، الدبلوماسي الواسع النفوذ والسفير الأمريكي السابق في مصر الذي التقى مبارك بطلب من أوباما هذا الأسبوع، "كان يتحدث باسمه وليس باسم الحكومة الأمريكية". ووصف فيسنر مبارك بأنه "صديق قديم" للولايات المتحدة، وقال خلال مناقشة في إطار المؤتمر حول الأمن في ميونيخ بجنوب ألمانيا، شارك فيها من الولاياتالمتحدة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، إنه يرى أن "بقاء مبارك رئيساً للبلاد أمر حيوي. إنها فرصة له لتحديد ماذا سيترك (خلفه). لقد كرس 60 عاماً من حياته في خدمة بلاده، إنها اللحظة المثالية بالنسبة إليه لتحديد المسار الواجب سلوكه". وفي تطور آخر، نفى مصدر أمني تقارير عن محاولة اغتيال نائب الرئيس المصري عمر سليمان، نقلاً عن وكالة رويترز. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السبت، إن التقارير عن محاولة اغتيال نائب الرئيس المصري تضع التحديات الناجمة عن أزمة بين الحكومة والمحتجين في حالة استغاثة عاجلة. وكانت شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأمريكية ذكرت في ساعة متأخرة من يوم أمس الجمعة تقارير عن محاولة اغتيال فاشلة ضد سليمان، قتل خلالها اثنان من حراسه. وأوضحت كلينتون في تصريحاتها أن منطقة الشرق الأوسط تواجه عاصفة بكل معاني الكلمة من الاضطرابات، و يتعين على زعماء المنطقة أن يسارعوا بتطبيق الإصلاحات الديمقراطية الحقيقية، وإلا خاطروا بمزيد من زعزعة الاستقرار. وقالت كلينتون في كلمة أمام مؤتمر أمني في ميونيخ "تجتاح المنطقة عاصفة بكل معاني الكلمة ذات تيارات قوية". وأضافت "هذا هو ما دفع المتظاهرين للخروج إلى الشوارع في تونس والقاهرة ومدن أخرى في مختلف أنحاء المنطقة". وقالت إن الوضع القائم حالياً "لا يمكن أن يستمر".