نصحت وزارة الخارجية، المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة. وقالت في بيان لها اليوم: "نظراً إلى تطور الأوضاع في لبنان، تنصح وزارة الخارجية المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة إلى حين عودة الهدوء والاستقرار". وكان لبنان شهد في اليومين الماضيين احتجاجات شعبية من أنصار تيار "المستقبل" استنكاراً لترشح نجيب ميقاتي لرئاسة حكومة جديدة، وتضامناً مع رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، حيث خرجوا إلى الشوارع في عدة مناطق وقطعوا الطرق وأحرقوا الإطارات وعدداً من المركبات المدنية والعسكرية والإعلامية. وتجمع الآلاف من أنصار الحريري في مدينة طرابلس التي شهدت إقفالاً عاماً، فيما شهدت مناطق البقاع وتحديداً في قب اليأس وجب جنين اعتصامات واحتجاجات شعبية مماثلة تم خلالها إحراق الإطارات المطاطية وقطع بعض الطرق. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس الحريري ولافتات منددة باستمرار ترشح ميقاتي، داعية في الوقت نفسه ميقاتي إلى العدول عن ترشحه. وشهدت بيروت حركة احتجاجات مماثلة في منطقة الكولا والطريق الجديدة في بيروت، حيث أضرم المتظاهرون النيران في مستوعبات النفايات وأشعلوا الإطارات المطاطية، فيما ترددت معلومات عن إطلاق للنار في بعض المناطق. وشهدت معظم الطرقات اللبنانية والأسواق التجارية حركة خفيفة جداً وإقفالاً للمدارس الرسمية والخاصة في ظل مخاوف المواطنين على الاستقرار العام، فيما جابت دوريات الجيش اللبناني شوارع العاصمة والمناطق لتثبيت الأمن وفتح الطرقات، وحرص الجيش على عدم الاحتكاك بالمتظاهرين، وأعطى حزب الله وحركة أمل تعليمات صارمة لمناصريهم بعدم النزول إلى الشارع. وكان الحريري ناشد ظهر أمس مناصريه التزام أعلى درجات الهدوء، رافضاً كل مظاهر الشغب في الشارع. وأعلن في كلمة موجهة إلى اللبنانيين إثر الاحتجاجات، رفضه "كل مظاهر الشغب في الشارع التي تشوه الأهداف النبيلة لهذه التحركات". وتوجه الحريري إلى مناصريه بالقول: "الغضب لا يكون بالتعدي على حرية الآخرين وبأعمال الشغب مهما كانت الدوافع لذلك"، مضيفاً أنه "علينا أن نقتدي باليوم التاريخي لقوى 14 آذار (مارس) في عام 2005 وبالمسيرة الديمقراطية للشهيد رفيق الحريري". كما دعاهم إلى رفع الأعلام اللبنانية قائلاً: "سأكون معكم في السراء والضراء أحمل معكم لواء الدولة ومؤسساتها الشرعية، ندافع معاً عن سيادة لبنان وكرامة أهله، مهما غلت التضحيات.. لا تعطوا أحداً ذريعة اللجوء إلى الشارع". وأعرب الحريري عن أسفه للهجوم الذي تعرضت له مركبة النقل المباشر التابعة لإحدى المحطات الفضائية في مدينة طرابلس. وناشد الحريري مناصريه في كل المناطق اللبنانية "التزام أعلى درجات الهدوء والحذر والتنبه إلى عدم الانجرار وراء بعض الدعوات المشبوهة التي يمكن أن تنطلق من هنا أو هناك". وقال: إن "هدفنا أن نحمي الدولة من محاولات الهيمنة وأن نحمي السلم الأهلي من العابثين بالوحدة الوطنية".