تحت شعار “يوم الغضب”، عبرت المناطق السنية في لبنان عن غضبها الشديد لاقصاء سعد الحريري عن رئاسة الحكومة وتكليف رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، فيما اظهرت النتائج أن ميقاتي المدعوم من حزب الله، حصل على تأييد 68 نائبا لبنانيا من 128 يشكلون اعضاء البرلمان. وفيما عبر الحريري في كلمة تلفزيونية وجهها لأنصاره، عن رفضه الكامل لكل مظاهر الشغب في لبنان، طالب نواب وشخصيات من تيار المستقبل، ميقاتي، بالاعتذار عن تشكيل الحكومة ورد الحق لاصحابه، حيث شهدت مناطق عديدة تحركات لانصار التيار لاسيما في بيروت والبقاع واقليم الخروب، احرقت خلالها اطارات السيارات وقطعت الطرقات التي تولى الجيش اللبناني فتحها وتفريق المتظاهرين، الا ان مدينة طرابلس مسقط رأس ميقاتي كانت الاكثر غضبا حيث اعتصم الاف المواطنين من المدينة و من مختلف المناطق الشمالية في ساحة النور منذ ساعات الصباح الاولى امس، ما أدى لاقفال المؤسسات والمدارس. ورفع المعتصمون الاعلام اللبنانية واعلام تيار المستقبل وصور الرئيس سعد الحريري، ويافطات كتب عليها “طرابلس لن تقبل باسقاط المحكمة الدولية”. كما اطلقوا الهتافات المطالبة بعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن ترشحه، و جابت شوارع المدينة سيارات تحمل مكبرات صوت تبث اغاني وطنية، وسط اجراءات امنية اتخذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة في كلمة القاها وسط الحشود المعتصمة في طرابلس امس أن «اليوم هو يوم الغضب الوطني ضد التدخل السوري الإيراني الفاضح في شؤوننا الداخلية»، مضيفا: «لن نسمح بتعيين شخص علينا، ولن نسمح باغتصاب قرارنا ولن نسمح بإحتلالنا مجدداً». وقال: «سنواجهكم بصدورنا وبأجسادنا وبإرادتنا حتى نسقط مخططاتكم، لن تحكموا لبنان... لن تسقطوا المحكمة». وختم: «لن نخضع لكم، هذا عهدنا لكم ولكل الشهداء ولكل الوطنيين». من جانبه وجه ميقاتي نداء الى اهالي طرابلس قال فيه : «أوجه نداء الى أهلي في طرابلس بصفتي نائبا عنها، ادعوهم فيه الى ضبط النفس وعدم الانجرار الى اي إشكال مهما كان نوعه، بالامس قلت إنني أمد يدي الى الجميع واتعاطى مع الجميع، لن أدخل في جدال عما اذا كان ما يحصل مخططا له او هو تحرك عفوي، ولكن مهما حصل فان سعد الحريري سيبقى أخا وصديقا لي، ونحن أبناء طائفة وملة واحدة. وقال ميقاتي: «إن أحد الحوافز وراء ترشيحي هو أن تكون طرابلس على الخارطة السياسية في لبنان وهذا ما يريده أهلي في طرابلس والشمال».. وردا على سؤال قال ميقاتي: «يوجه الي الاتهام بانني مرشح المعارضة وحزب الله، أنا قدمت ترشيحي ولكن هل إذا دعمني الحزب أرفض دعمه». كما توالت التصريحات الشاجبة لتكليف ميقاتي، فقد أكد عضو تكتل «لبنان اولاً» النائب خالد الضاهر في تصريح امس « أن هناك رفضاً لمرشح فرض على البلد بقوة السلاح». متهماً الامين العام ل»حزب الله» حسن نصر الله أنه «أصبح ديكتاتوراً يمارس القهر والترهيب». واضاف: «أن ما يجري الآن ليس ضد أهل السنة وحدهم، بل ضد جميع الطوائف، وما يجري الآن هو انتحار، لأن هذا البلد لا يمكن ان يحكم بالقوة والسلاح، ولن نقبل بإنقلاب يقوده حزب تابع لإيران لجعل من لبنان ساحة لها”. يذكر ان متظاهرين في مدينة طرابلس قاموا بتحطيم واحراق سيارة نقل وارسال تابعة لقناة «الجزيرة» .
