كشف تقرير أصدرته وزارة التربية والتعليم أن مؤشرات الهدر في إنفاقها الظاهرة خلال فترة خطة التنمية الثامنة، لا تزال في حاجة إلى مواجهة ومعالجة، خاصة المرتبطة بالرسوب والتسرب وتزايد أعداد المدارس الصغيرة في القرى والهجر التي يقل عدد طالباتها عن مائة طالبة أو طالب والبالغ عددها 12 ألف مدرسة. وأبان التقرير أن الهدر يظهر في المرحلة الابتدائية، الأمر الذي أدى إلى تدني معدلات (المعلمة لكل الطالبة) إذ بلغت (1 إلى 10) في المرحلة الابتدائية وبلغت (1إلى 9) في المرحلة المتوسطة و(1 إلى 11) في المرحلة الثانوية مما جعل متوسط حجم المدرسة في سنوات الخطة الثامنة. وأشار التقرير إلى أنه في ما يخص تعليم البنين فقد بلغت نسبة معلم إلى طالب في مدارس البنين 1 إلى 11 في المرحلة الابتدائية، 1 إلى 12 في المرحلة المتوسطة، و1 إلى 13 في المرحلة الثانوية. مضمنا أن الوزارة وضعت مجموعة من الحلول المقترحة لمواجهة الهدر التعليمي، وتشمل الأخذ بالصيغ التعليمية المناسبة لتعليم الأعداد المحدودة من الطالبات مثل مدارس الفصل الواحد والمدارس المتعددة الصفوف والمستويات والمدارس التي تعمل وفق نظام دراسي ذي طبيعة خاصة، الاستمرار في الحد من استحداث المدارس في القرى والهجر وتفعيل قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم بضوابط افتتاح المدارس وإغلاقها في ما يخص المدارس الصغيرة التي يمكن دمجها دون إخلال برؤية الوزارة في نشر التعليم مع توفير النقل المناسب، الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للمباني المدرسية وإسناد إدارة وتشغيل المدارس صغيرة الحجم لشركات تعليمية أهلية وفق رؤية الوزارة الاقتصادية والتربوية، وتطوير نظم وأساليب تقدير الاحتياجات من المعلمات والمعلمين وتوزيعاتهم المكانية والتخصصية من خلال تحسين نظم وقواعد المعلومات والبيانات الخاصة بالمعلمات والمعلمين وتوحيد مصادرها، وذلك من أجل تحديد الاحتياجات الحقيقية من المعلمات والمعلمين وترشيد سياسات توظيف المعلمات والمعلمين وتحسين الاستخدامات الاقتصادية للقدرات المتوفرة في الوزارة وإجراء الدراسات العلمية لتقدير الكفاءة الإنتاجية للمعلمات والمعلمين المرتبطة بالإنفاق على التعليم. وفي ما يتعلق بالرسوب والتسرب، أشار التقرير إلى تبني الوزارة جملة من السياسات والاستراتيجيات والبرامج المرتبطة بتقليل نسبة الهدر ورفع مستوى الكفاءة الداخلية، وذلك من خلال تطبيق أسلوب التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية والاستمرار في تطبيق مشروع استراتيجيات التدريس، والإرشاد المهني للطالب وغير ذلك. وتشير الدراسات المتعلقة بالفاعلية الداخلية للنظام التعليمي خلال سنوات الخطة الثامنة إلى تحسن ملحوظ في نسب الرسوب والتسرب للبنين مقارنة بما كانت عليه في سنوات الخطة السابعة حيث تراوحت نسبة الراسبين الذين يشغلون مقاعد لسنوات إضافية في النظام بين 3 و15.6 في المائة مقارنة بما كانت عليه في سنوات الخطة السابقة 4.83 إلى 12.39 في المائة للصفوف من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، كما أوضحت مؤشرات الأداء للنظام التعليمي في سنوات الخطة الثامنة أن متوسط نسبة النجاح الكمي في الصف السادس الابتدائي بلغت 97 في المائة وفي الصف الثالث المتوسط 93.6 في المائة وفي الصف الثالث الثانوي 91 في المائة. وأشار التقرير إلى اتخاذ الوزارة خطة لتخفيض معدلات الرسوب وصولا إلى ثلاثة في المائة في المرحلة المتوسطة وخمسة في المائة في المرحلة الثانوية، تخفيض معدلات التسرب وصولا إلى نسبة عامة 1 في المائة لجميع المراحل للبنين والبنات والتوسع في الفرع العلمي بالمرحلة الثانوية، بحيث يشكل المتخرجات من الفرع العلمي 49.3 في المائة من إجمالي الخريجات و 69 في المائة من الخريجين في نهاية الخطة التاسعة.