المقيمة "مي سلامة حميدة " 28 عاما سودانية الجنسية دخلت مستشفى الجبيل العام بتاريخ 18 / 08 / 1431ه لتضع مولودها الأول فخرجت من غرفة العمليات عمياء, صماء, خرساء, مشلولة الأطراف, (متشنجة اليدين والقدمين ).وتعود تفاصيل الحالة حسب زوجها فارس جاد الرب جاد إلى أنه عندما كان وزوجته يراجعان لمتابعة حملها بمستشفى قطاع خاص في محافظة رأس تنورة وكانت الفحوصات تشير الى سلامة وضع زوجته التي لا يوجد لها أي سجل مرضي سابق، وكانت تعليمات الطبيبات والأطباء الذين راجعناهم تؤكد سلامة الجنين وسلامة زوجتي. وأضاف عندما أصبحت زوجتي في حالة ولادة تم تحويلها إلى مستشفى الجبيل كونه الأقرب لنا بحكم أننا نسكن في رأس تنورة واصطحبتها إلى المستشفى وكانت الفحوصات الأولية قبل الولادة تشير الى سلامة زوجتي وابلاغي بأن الولادة ستتم بعملية قيصرية، ووافقت ووقعت على الطلب دون ذكر أي مضاعفات قد تحدث لزوجتي ورزقت مولودا صحته سليمة، وكانت زوجتي متعبة جداً وانتظرت حتى تصحو من آثار العملية وتم تنويمها في العناية المركزة، مشيرا الى ان الأطباء بعد فترة أبلغوه أن زوجته دخلت في غيبوية وحالة تشنج وهي على وضعها منذ تاريخ خروجها من العملية بتاريخ 15 / 08 / 1431 ه. ويواصل الزوج حديثه بنبرات الحزن والأسى : "ماذا أعمل؟ ماذا أفعل؟ فزوجتي لا تشعر ، ولا ترى، ولا تسمع، ولا تتكلم ومتشنجة اليدين والقدمين"، مبينا ان طفله بخير وعمره الآن 5 أشهر وهو تحت عناية جدته. وطالب بتدخل الجهات الطبية المختصة لمعرفة تفاصيل ما جرى لزوجته. من جانبه بين مدير إدارة الإعلام والتوعية بصحة الشرقية سامي بن عبد القادر السليمان أن المريضة أدخلت المستشفى بتاريخ 18/08/1431 ه في حالة وضع، ولديها تاريخ مرضي (ارتفاع ضغط دم مزمن ) وغير منتظمة في العلاج وأثناء متابعة الولادة لم يكن تخطيط الجنين مطمئناً حسب رأي الأخصائي المتابع للحالة، وقرر اجراء عملية قيصرية عاجلة, وتمت العملية دون مضاعفات من حيث الجراحة أو فقد الدم وتمت ولادة الطفل بحالة جيدة, إلا أنه أثناء فوقان المريضة بدأت تظهر عليها تشنجات متكررة ولم تستجب للبروتوكلات المتعارف عليها في علاج حالات تسمم الحمل، وتم إجراء أشعة مقطعية على المخ فور ظهور التشنجات، ولم تظهر أية تغيرات غير طبيعية، وبالتالي تمت إعادة تثبيت المريضة لتأمين الممر الهوائي والمحافظة على نسبة الأكسجين بالدم وأدخلت المريضة الى العناية المركزة، إلا أنها استمرت تعاني تشنجات لفترة طويلة رغم استخدام كل الطرق المتعارف عليها في هذا الوضع. وتابع المريضة كانت في تلك الفترة تحت رعاية أربعة استشاريين بتخصصات التخدير, الباطنية, النساء, جراحة المخ والأعصاب ، مبينا عند إعادة عمل الأشعة المقطعية أظهرت وجود علامات نقص الأكسجين أدت إلى تضرر الدماغ، والمريضة حالياً تحتاج الى رعاية مستمرة، ومازالت تحت عناية الأطباء بالمستشفى إلى الآن ومثل هذه المضاعفات من الوارد حدوثها في حالات تسمم الحمل خاصة التي لا تستجيب للعلاج في فترة قصيرة، وقد تؤدي الى الوفاة في 4 بالمائة من الحالات.