لم يكن صباح السبت الماضي ككل الصباحات التي أشرقت بحضورك, تلك الصباحات التي طرزتها ابتسامتك وأعمالك الإنسانية العظيمة, ومواقفك الخيَرة النبيلة. في ذلك الصباح تواترت الأخبار, ولم نكن لنصدق خبر رحيلك لولا تأكيد الديوان الملكي لمصابنا الجلل, فلم يعد لنا بعدئذ إلا أن نسلم بأمر المولى عز وجل. برحيلك يا سيدي كان الصباح باهتاً حزيناً, والشمس لم تعد كما هي حينما أشرقت بدونك, في ذلك اليوم كان الحزن يا سيدي بحجم الوطن وكان الحب كذلك في قلوب من أحبوك, في عيون اليتامى والمساكين الذين امتدت إليهم أياديكم البيضاء لمواساتهم ومسح دموعهم وعلى وجوه أولئك الذين منحتهم الحياة بفضل مساعيك الخيَرة في إصلاح ذات البين. اليوم سيغيب جسدك, وستبقى ذكراك خالدةً في قلوب أبناء شعبك, وفي ذاكرة الوطن الذي أفنيت عمرك من أجل رُقيه ورفعته, لم يثنك عن ذلك لا كلل ولا ملل, وقفت شامخاً متعالياً على المرض فكان ما فعلت استثناءاً ولا يفعله إلا من كان مخلصاً صادقاً يؤثر على نفسه. اليوم يا سيدي يعود جسدك الطاهر إلى الوطن ليحتضنك ثراه, فنم قرير العين, راضياً مرضياً, تؤازرك دعوات محبيك بأن يكرم البارئ نزلك مع الصديقين والشهداء, وإلى أن يحين لنا لقاء في جنات عدنٍ بإذن الله وداعاً سلطان. (وقفة).. للأمير خالد الفيصل: يوم الموادع دمع عيني غلبني ** وطاحت بي الدمعة على كف سلطان أحب يمنى عمي اللي حشمني ** ومن لامني في حب سلطان غلطان نايف البقمي كاتب وإعلامي سعودي